الحمل
تُعتبر مرحلة الحمل من التجارب الفريدة في حياة المرأة؛ إذ تحدث فيها الكثير من التغيُّرات لا على الجسم فقط، بل تتعدّاه إلى مزاج المرأة ومشاعرها. تحدث هذه التغيّرات نتيجةً للعديد من الهرمونات التي يفرزها الجسم استعداداً لاستقبال الجنين في الرحم، ومُساعدته على النموّ والتطوّر. من أهمّ هرمونات الحمل هرمونا الإستروجين والبروجسترون، وهما الهرمونان المسؤلان عن أغلب التغيّرات التي تطرأ على الحامل، ويزداد تركيزهما كلّما تقدّم الحمل.
أعراض الحمل في الأسبوع الأول
عند حدوث الحمل تظهر بعض الأعراض المُبكرّة التي تُشير إلى حدوث الحمل، إلا أنَّه من الواجب الانتباه أنَّ بعض هذه الأعراض قد تكون ناتجةً عن بعض المشاكل الصحيَّة، لذا، يجب التأكّد من حدوث الحمل بإجراء فحص الحمل. من أهمّ الأعراض المُبكرّة للحمل ما يأتي:
- تشنّجات ونزول دمّ خفيف؛ فعندما تنزرع البويضة في بطانة الرّحم يُمكن أن يُؤدّي ذلك إلى ظهور قطرات دمّ خفيفة، وهذا ما يحدث عادةً بعد حوالي 6-12 يوماً بعد تخصيب البويضة.
- إفرازات مهبليّة بيضاء اللّون تحدث نتيجةً لزيادة سمك جدار المهبل.
- الشعور بثِقَل وانتفاخ في الثديين، وتغيُّر لون المنطقة المُحيطة بالحلمات نتيجة تغيُّر مستوى الهرمونات في الجسم.
- الشعور بالتّعب بسبب ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون، وقد يكون التعب أيضاً بسبب انخفاض ضغط الدم، أو بسبب انخفاض مُستوى السكر في الدم.
- الإحساس بالغثيان في أيّ وقت من أوقات النهار، غير أنّ غالبيّة النّساء يُعانين منها في ساعات الصّباح الباكر، وتحدث هذه الحالة بسبب هرمونات الحمل، إلا أنّ هناك القليل من النّساء لا يشعرن بها.
- تغيُّر في شهيّة الحامل ونفورها من بعض الأطعمة التي كانت مُفضّلةً لديها بسبب التغيّرات الهرمونيّة.
- غياب الدّورة الشهريّة أو تأخّر موعدها، وهذا العَرَض يُعدّ من أكثر أعراض الحمل وضوحاً.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسيّة.
- التبوّل بصورةٍ مُتكرّرةٍ، وذلك بسبب التغيّرات الهرمونيّة التي تزيد من حجم الدم وتدفّقه إلى الكلى، ممّا يُؤدّي إلى إمتلاء المثانة بسرعة والحاجة إلى تفريغها باستمرار. تزداد الحاجة إلى التبوّل مع تقدم الحمل بسبب ضغط الجنين على المثانة.
- حدوث انتفاخ خفيف في مُحيط الخصر، ويعود ذلك إلى التغيّرات الهرمونيّة وليس لزيادة حجم الرحم.
الأعراض الشائعة للحمل
تتضمّن الأعراض الشّائعة للحمل ما يأتي:
- التغيّر في المزاج: قد تشعر بعض الحوامل بالاكتئاب وحِدّة الطّبع، في المقابل قد تُعاني بعض الحوامل مشاعر الغِبطة، ويرجع ذلك للتغيّرات الهرمونيَّة.
- الإمساك: وينتج بسبب ضغط الرحم على المُستقيم، وتباطؤ حركة الجهاز الهضميّ بسبب هرمونات الحمل، يُؤدّي الإمساك الشّديد إلى الإصابة بالبواسير.
- الحكّة: وهي من الأعراض التي تُسبّب الانزعاج، وقد تُسبّب اضطراب النّوم للحامل.
- تشنّج الساق: وهي تقلُّصات لا إراديّة تُصيب عضلات السّاق غالباً أثناء اللّيل، وذلك بسبب تراكم الأحماض فيها.
- آلام الظّهر النّاتجة عن ارتخاء أربطة الرحم.
- تقلّصات البطن والرّحم على شكل آلام الدّورة الشهريّة.
- زيادة في الإفرازات المهبليّة الطبيعيّة ذات اللّون الأبيض الشّفاف والتي لا توجد لها رائحة ولا تُسبّب حكّةً.
- الحَرَقة: تحدث الحرقة نتيجة زيادة إفراز هرمون البروجسترون الذي يعمل على ارتخاء العضلة التي تفصل بين المريء والمعدة، ممّا يُؤدّي إلى وصول أحماض المعدة إلى المريء والشّعور بالحرقة.
- تورُّم الساقين، وظهور الدّوالي بسبب ضغط الرّحم على الأوردة، وزيادة حجم الدم.
الأعراض الخطيرة للحمل
فيما يأتي بعض الأعراض التي تستدعي مُراجعة الطّبيب بشكلٍ عاجل، ومنها:
- النّزيف المهبليّ.
- الآلام الشّديدة في البطن.
- الصّداع الشّديد، أو الصّداع المصحوب بخَدَر اللّسان، وعدم وضوح الرّؤية.
- الحَرَقة في البول، أو قلّة كميتّه.
- تورُّم في الوجه وحول العينين، وتورُّم مُفاجئ في الكاحلين أو القدمين.
- القيء الشديد، أو القيء الذي يُصاحبه ألم أو حمّى.
- زيادة كميّة الإفرازات المهبليّة والتغيُّر في قوامها بحيث تصبح مائيّةً، أو مُخاطيّةً دمويّةً.
اختبار الحمل
عندما تنغرس البويضة المُلقّحة في الرّحم يبدأ إفراز هرمون الغدد التناسليّة المشيميّة (بالإنجليزيّة: HCG) الذي يُساعد على نموّ الجنين وانغراسه، وبعد أن يصل تركيز هذا الهرمون لحدٍّ كافٍ يبدأ طرحه من الجسم عن طريق البول، وعندها يمكن الكشف عن وجوده بواسطة المواد الكيماويّة المُستخدَمة في اختبارات الحمل. أغلب الأجهزة المُتوفّرة في الأسواق تشرح طريقة استعمالها بسهولة، ولكن بشكل عام يُمكن اعتماد الطّريقة الآتية لأغلب الأجهزة:
- توضع نقطتين إلى ثلاث نقاط من البول على النّافذة الصّغيرة المُعدَّة لاستقبال البول، في أغلب الأحيان يكون هناك قطَّارة صغيرة تُستعمَل لجمع البول وتقطيره في المكان المُناسب له.
- الانتظار عدّة دقائق حتّى تظهر نتيجة الاختبار.
- يتكوّن الجهاز من نافذتين؛ نافذة التّحكم المكتوب عليها (control) التي تُخبر المُستخدِم إذا تمّ الاختبار بطريقة صحيحة أم لا، والنّافذة الثّانية مكتوب عليها (test) وتدلّ على وجود الحمل أم عدمه. بعض الأجهزة قد تظهر كلمة (minus) وتعني سالباً ولا يوجد حمل، أو (plus) وتعني إيجابيّاً ويوجد حمل. هناك أجهزة إذا ظهر فيها خطّان فذلك يعني وجود حملٍ، وإذا ظهر خطّ واحد فلا يوجد حمل.
متى يُستخدم اختبار الحمل
يُجرى اختبار فحص الحمل في ساعاتٍ مُبكّرةٍ من اليوم، ويُفضّل عند الاستيقاظ من النّوم؛ لأنّ تركيز هرمون الحمل يكون في هذا الوقت مرتفع جدّاً، ويُجرى الاختبار منذ اليوم الأول لانقطاع الدّورة؛ حيث يكون إيجابيّاً تقريباً بعد أسبوعين من حدوث الحمل، وهو نفسه موعد الدّورة الشهريّة، إذا لم تظهر نتيجة إيجابيّة عند إجراء الفحص يمكن إعادة الفحص مرّةً أخرى بعد أسبوع، ولمزيد من الدقّة يمكن الكشف عن الحمل عن طريق إجراء فحص الدم بدلاً من فحص البول.
التّغذية أثناء الحمل
تزداد حاجة المرأة أثناء الحمل إلى الموادّ المُغذّية، كما تحتاج إلى 300 سعرة حراريّة إضافيّة. والمبدأ الأساسيّ للتّغذية هو تناول وجبات مُنتظِمة وتنويع فئات الطّعام، ومن المُستحسَن أن تحصل الزّيادة في السّعرات الحراريّة من فئات الغذاء المُفيدة للجسم؛ وهي الكربوهيدرات، والبروتينات، والدُهنيّات، والخضار، والفواكه. يتراوح مُعدّل الزّيادة في الوزن خلال الحمل بين 11-16كغم.
من أهمّ الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها المرأة الحامل ما يأتي:
- فيتامين B12: وهو فيتامين يُساهم في بناء الجهاز العصبيّ لدى الجنين. مصادر هذا الفيتامين حيوانيّةً فقط، منها مُنتجات اللّحوم، والسّمك، والحليب، والبيض. من المُستحسَن للنّساء النّباتيات فحص كميّة الفيتامين في الدّم، واستشارة الطبيب بذلك الخصوص.
- حمض الفوليك: تكمن مُعظم أهميّته في إنتاج الدم والبروتينات، كما أنَّ تناوُّل حمض الفوليك قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى منه يُقلّل من خطر حدوث العيوب الخلقيّة في قناة العمود الفقريّ لدى الجنين. يُفضّل تناول المصادر الغنيّة بحمض الفوليك، مثل البروكلي، والفاصولياء، والبازلاء، والمُكسّرات، والفواكه الصّفراء الدّاكنة مثل: البرتقال والجريب فروت، والخضار الورقيّة الخضراء مثل السبانخ.
- الحديد: تكمن أهميّة دوره في إنتاج كريات الدّم الحمراء لدى الأم والجنين. وتُوصَى المرأة الحامل بتناول أطعمة غنيّة بالحديد، ومنها اللحوم الحمراء، والخبز المُعد من الحبوب الكاملة المدعمّة بالحديد، والسبانخ.
- الكالسيوم: معدن ضروريّ لبناء عظام الجنين وأسنانه، ولعمل الأعصاب، وانقباض العضلات. من أهمّ مصادر الكالسيوم الحليب ومشتقّاته، والسّردين أو السّلمون مع العظام، والعصائر والمشروبات والأطعمة المُدعمّة بالكالسيوم، والتّوفو، والبروكلي، والسّبانخ.
- فيتامين C: إنّ الخضار والفواكه التي تحتوي على فيتامين C ضروريّة لصحّة العظام، والأسنان، واللثة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ فيتامين C يُسهّل عمليّة امتصاص الحديد. من الأمثلة على فواكه وخضار تحتوي على فيتامين C الحمضيّات، والبندورة، والقرنبيط.
- فيتامين D: يُساعد فيتامين D الجسم على امتصاص الكالسيوم ويدعم صحة العظام والأسنان. يتواجد في الخبز، والحبوب، ومُنتجات الالبان.
- فيتامين A: ضروريّ لصحّة العظام، والعيون، والجلد. يوجد فيتامين A في الجزر، والبطاطا، والخضروات ذات الأوراق الداكنة.
شُرب الماء والسّوائل أثناء الحمل
يلعب الماء دوراً مُهمّاً في تعزيز نمو الجنين، وحماية الأم والطفل من الجفاف، كما أنه يقي من الإمساك، والوزن الزائد أثناء الحمل. تحتاج النّساء خلال فترة الحمل إلى 8 أكواب من الماء على الأقل، وزيادة الكميّة إذا كان الجوّ حاراً. كما يجب زيادة كمية الماء في الثلث الأخير من الحمل.
استخدام الأعشاب الطبيّة أثناء الحمل
بالرّغم من عدم وجود تحذيرات واضحة، إلا أنّه يجب على السّيدات تجنّب تناول الأعشاب والمُستحضرات العشبيّة أثناء الحمل (خاصةً خلال الشّهور الثلاثة الأولى)، وأثناء الرّضاعة الطبيعيّة، ومن المُفيد التذكير أنّ الحمل ليس حالة مرَضِّيّة، لذا لا يستدعي تناول المُكمّلات العشبيّة كعلاج.