الولادة
الولادة هي عمليّة خروج الجنين من أحشاء أمه إلى الحياة وبها ينتهي الحمل، ففي الأسابيع الأخيرة من الحمل تشعر الحامل بتقلّصات في الرّحم يصاحبه الشّعور بالتّعب، وعدم القدرة على التّركيز، والثّقل ونقص الطاقة. يزداد وزن الجنين في الشّهر التاسع من الحمل بمعدّل ثلاثة كيلوغرامات، وتغطّيه طبقة من الدّهون لتحافظ عليه. وفي هذه الفترة يجب إجراء فحص الموجات فوق الصّوتية، وفحص وزن الطفل قبل الولادة، وهكذا يتمّ تحضيره لينضمّ إلى العالم الخارجي.
أعراض الولادة في الشّهر التاسع
تختلف آلالام التي تصاحب الولادة من امرأة لأخرى حسب الحالة النفسيّة قبل الولادة، وحسب قدرتها على التّحمل؛ حيث إنّ الألم يكون متواصلاً في البطن وفي أسفل الظّهر، يصاحبه شعور بتقلّصات تُشبه إلى حدٍ كبيرٍ تقلّصات الدّورة الشهريّة، كما يُرافقها إفراز مهبليّ بنيّ اللّون أو مختلط بالدّم، لكن الأغلبيّة من الحوامل تشترك في الأعراض الآتية نفسها:
- الشّعور بثقل ومغص كبيرين، وآلام منتشرة أسفل البطن، وذلك بسبب ارتخاء وتباعد مفاصل الحوض لتفسح المجال أمام مرور الطّفل، كما أنّ الإحساس بالثقل يكون بسبب ازدياد وزن الطفل الذي يتحرّك نحو الحوض نزولاً قبل ساعات من بدء انقباضات مؤلمة ومنتظمة وهي ما يدلّ على اقتراب موعد الولادة.
- انفجار كيس الماء في بعض الحالات، أي تكون الحامل على وشك الوضع إذا صاحب انفجاره انقباضات تؤدّي إلى توسّع عنق الرّحم، وإذا تقاربت مدة الانقباضات وزادت حدّتها، يجب الاتّصال بالطّبيب مباشرة.
- يتّخذ رأس الجنين وضعيّته في الحوض وذلك فيما يسبق لحظة الولادة، فتصبح الحامل قادرة على التّنفس بعمق أكثر، مع زيادة عدد مرّات الدّخول إلى الحمّام.
- الإحساس بالإرهاق والغثيان بسبب التّغيير الهرموني في أواخر الحمل لتبدأ عملية الولادة.
- إن كان هذا الحمل هو الأوّل فسيكون لديها وقتاً كافٍ للوصول إلى المستشفى برغم انتظام الانقباضات؛ إذ تفصل بينها وبين انفتاح العنق بشكلٍ كاملٍ ساعات عدّة.
- ينفتح عنق الرحم تدريجياً تحت تأثيرالانقباضات ليبلغ قطر التّمدد في الرّحم 10 سم؛ ممّا يساعد على اندفاع الطّفل نحو الأمام تدريجياً.
- لا يمكن للجنين أن يخرج ما لم يتمدّد الرّحم كلياً، وتشعر الأم برأس طفلها يستند إلى أسفل الرحم، فتميل إلى دفعه، لكن عليها أن تنتظر حتى يطلب منها الطّبيب ذلك.
- إنّ من أهمّ أعراض الولادة في الشّهر التّاسع حدوث تغيّرات فسيولوجية، حيث تُفرز مادّة مُخاطيّة تكون مُختلطة بالدّم، ثمّ تحدث تقلّصات في الرّحم، والمراد من هذه التّقلصات هو خروج الجنين، وتكون هذه التقلصات المُنتظمة بفارق نصف ساعة، ومن بعد ذلك تبدأ هذه الفترة بالتّناقص حتّى تصل تقريباً الى خمس دقائق، ويزداد مع هذه التّقلصات الألم عند الحامل، وهذا ما يُسمى بالطَّلْق الحقيقي، أمّا إذا كانت التّقلصات غير مُنتظمة ولفترات متباعدة فيكون هذا طلق غير حقيقيّ، ومن بعد الطّلق الحقيقي يبدأ نزول السّائل الأمنيوسي إلى المهبل من بعد انفجار الكيس، ووظيفة هذا السّائل تسهيل عملية خروج الجنين.
أنواع الولادة
تُقسم الولادة إلى ثلاثة أنواع رئيسة: ولادة مُبكّرة، وولادة طبيعيّة، وولادة قيصريّة:
الولادة المُبكّرة
هي كل ولادة تحدث قبل انتهاء الأسبوع السابع والثّلاثين من الحمل، وهناك معايير دقيقة لتشخيص هذه الحالة من الولادة. من المهم علاج الولادة المبكرة لتجنّب ولادة الخداج التي يعاني أطفالها من الكثير من المشاكل الصّحية كمشاكل في النّمو، والتّنفس، وأحياناً الوفاة، وتزداد الأمراض كلّما كانت ولادة الطّفل مبكّرة ووزنه أقل؛ لأنّ الولادة المُبكّرة هي سبب رئيس لاعتلال صحة الأطفال ووفاتهم.
أسبابها
أهم الأسباب المؤدّية إلى الولادة المُبكّرة هي:
- تكرّر الحالة: تُعتبر من أهمّ العوامل وأكثرها تأثيراً، وكلما ازداد عدد الولادات المبكرة زادت احتماليّة تكرارها.
- الحمل بتوأم، وكثرة الحمل في فترة قصيرة، كلا الحالتين تعملان على ارتخاء عضلات الرّحم، وبالتّالي تُهدّدان بالولادة المبكّرة.
- بعض العادات السّيئة، كالتّدخين، والتّدخين السّلبي، وتعاطي المخدّرات، والنّحافة الشّديدة، وسوء التّغذية، وفقر الدّم خلال الحمل.
- أسباب صحيّة تتمثّل في التهاب المسالك البوليّة، أو نزيف الرّحم خلال الرّحم خاصّة بعد الأسبوع الثّاني عشر، أو العدوى الفيروسيّة، أو اضطرابات في مبنى الرّحم.
- إجراء عمليّة جراحية في عنق الرّحم قبل الحمل.
- الحالة الاجتماعيّة الاقتصاديّة السّيئة للحامل تؤثّر سلباً على تغذيتها، ونفسيّتها.
الولادة الطبيعيّة
يُطلق مصطلح الولادة بشكل عامٍّ على الولادة الطّبيعية عادة، فهي الحالة العامّة للولادة، إذ إنّ أنواع الولادات الأُخرى تُعتبر بديلة أو ثانويّة لأسباب تترأوح بين المحافظة على صحّة الجنين وصحّة الأُم الحامل.
مراحلها
تكون الولادة الطّبيعية على أربعة مراحل:
- بوادر الولادة: تشعر خلالها المراة الحامل بتقلّصات طفيفة وغير مُنتظمة، وتستمر هذه المرحلة بين خمس إلى سبع ساعات بالمعدل، وقد تمتدّ احياناً إلى عشرين ساعة.
- مرحلة الولادة الأولى: تنتظم فيها التقلّصات، فيتوسّع عنق الرّحم فيها ويُصبح دقيقاً، وتستمر هذه المرحلة ما بين ساعتين ونصف إلى أربع ساعات ونصف.
- مرحلة الولادة الثّانية: تتقارب تقلّصات الرّحم لتستمرّ بين ساعة ونصف ساعة، ويتطلّب من المرأة الحامل دفع الجنين إلى خارج الرّحم، الأمر الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد، وقد يستمرّ الأمر عدّة دقائق أو أكثر، أمّا إذا كانت المرأة حامل للمرة الأولى فإنّه يستغرق أكثر من العادة، وتُعتبر هذه المرحلة الأكثر ألماً من بين كلّ المراحل.
- مرحلة الولادة الثّالثة: وهي المرحلة الأخيرة التي تكون بعد خروج الوليد، يتمّ فيها استخراج المشيمة من الرّحم التي تحتاج إلى ثلاثين دقيقة أو ساعة بالأكثر. بعد انتهاء الولادة يقوم الطبيب بفحص المهبل للكشف عن وجود نزيف أو أيّ أضرار أخرى في الرّحم.
الولادة القيصريّة
هي عملية جراحية للولادة وغالباً ما تكون مصاحبة لتخدير موضعيّ أو كُلّي، تتمّ هذه العملية بشقّ البطن ومن ثمّ شقّ الرّحم لإخراج الجنين من الرّحم. تُجرى الولادة القيصرية في حال وجدت أمراض أو مشاكل عند المرأة الحامل أو عند الجنين والتي لا تُمكّن من إتمام الولادة الطّبيعية.
أسبابها
للولادة القيصريّة عدة أسباب ودواعٍ، حيث يُمكن إجرائها في الحالات الآتية:
- الولادة القيصريّة الاختيارية، فقد ترغب الحامل بإجراء القيصريّة على الولادة الطّبيعية.
- عسر الولادة، والذي يكون نتيجة عدّة أسباب كعدم التلاؤم بين حجم الجنين وحوض الحامل، أو ضعف تقلّصات الرّحم. تُعالج معظم مشاكل عسر الولادة باستخدام الأدوية، ويتمّ اللجوء إلى الولادة القيصرية إذا لم تتمّ الإستجابة لهذه الأدوية.
- مشاكل تخصّ الجنين: مثل تدلّي حبل السّرة الذي من الممكن أن يلتفّ حول رقبته، وبطء نبض قلبه الجنين المستمر، ووضعيّة الجنين غير الطّبيعية.
- مشاكل خاصّة بالحامل: كإصابتها بعدوى الهربس، وفيروس الإيدز، أو تعدّد الحمل، أو الإصابة بتسمّم الحمل، أو سكّري الحمل، أو غيرها.
- مشاكل خاصّة بالمشيمة: كإنفصالها، أو معاناة الحامل من المشيمة المنزاحة.
- الولادة القيصرية السّابقة: فتُصبح فيها الولادة الطّبيعية خارج احتمالات المرأة الحامل.
نصائح لولادة سهلة
يمكن الحامل اتّباع العديد من العادات التي تساعدها على الولادة بسهولة ويُسر، من هذه العادات:
- المشي اليوميّ: يساعد المشي يوميّاً مدّة عشرين دقيقة على ارتخاء عضلات الرّحم، وبالتّالي تسهيل الولادة الطّبيعية.
- التّمارين الرياضيّة الخاصّة لمنطقة الحوض، وخاصّةً تمارين كيجل التي تعمل على تقوية عضلات الحوض، فتحافظ على الحمل حتّى انتهاء المدّة الطّبيعية له، وتُقلّل من الولادة المُبكّرة. كما أنّ للتّنفس بطريقة صحيحة دورٌ مهمّ لتخفيف آلام المخاض.
- المشروبات السّاخنة: كاليانسون الذي يعمل على ارتخاء عضلات الرّحم، وتهدئة أعصاب المرأة الحامل، والميرمية التي تخفّف آلام الولادة، والحليب مع العسل الذي ينشّط الرّحم، والتّمر والحليب الذي يعمل على ارتخاء عضلات الحوض وتسهيل الولادة،
- الاستحمام بالماء السّاخن: أفضل طريقة لاسترخاء العضلات وتسهيل الولادة.
- التّدليك: يساعد التّدليك على رفع مستوى هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن ارتخاء عضلات الرّحم، فتخفّ آلام الولادة.
أطعمة تُسهّل الولادة
يلعب الطّعام دوراً مهمّاً في تسهيل عمليّة الولادة، وأفضل هذه العناصر الغذائيّة:
- التّمر: يُصنّف من أفضل الأطعمة التي تساعد في تسريع الولادة وتسهيلها، ويرجع الأمر لاحتوائه على مواد تساعد على ارتخاء عضلات الرّحم وتشجيعه على إخراج الجنين..
- زيت الزّيتون: ويكون بدهن أسفل الظّهر به، فيعمل على زيادة ليونة الجلد التي تساعد على تمدّد العضلات والأنسجة استعداداً لتوسّع الرّحم.
- الزّعتر: مشروب الزّعتر السّاخن يُساعد على توسيع الرّحم، لذلك يُنصح بشرب كوب من الزّعتر مساءً دون الإكثار منه.
- اليانسون والميرمية: فكما ذُكر سابقاً كلاهما مفيد لتسهيل عمليّة الولادة.
- العسل والحلبة: يُسهّل العسل من الولادة، وتعمل الحلبة على التّخفيف من آلامها.
- القرفة: تستخدم القرفة لتشجيع الرّحم على قذف كلّ ما بداخله، سواء كان جنيناً أم ترسّبات دمويّة، فهو يُخلّص الرّحم من كلّ ما يبقى عالقاً به بعد الولادة أيضاً، يمكن تنأول منقوع الحلبة مُخفّفاً بالعسل أو مخلوطاً بالحليب.
- البابونج: يعمل البابونج السّاخن على توسيع الرّحم، وبالتّالي تسهيل عمليّة الولادة.
تمارين ما بعد الولادة
لكلّ جزء من الجسم نوع مُحدّد من التّمارين التي تساعد على استرجاعه لقوّته وشكله الطّبيعي:
عضلات قاع الحوض
- اجلسي بحيث تكون جلسة صحّية ومريحة، ثمّ اسحبي نفساً عميقاً، وقومي بشدّ عضلات الرّحم الخارجيّة إلى الدّاخل، كما لو انّك تمتنعين من إخراج شيء منها، قومي بالعدّ حتّى الرقم 3 ثمّ استرخي ببطء. احرصي على التّركيز على هذه العضلات فقط، فلا تسحبي عضلات البطن معها، ولا تضمّي ساقيك معاً بقوّة، كما أنّ للمحافظة على وضعيّة الجلوس أهمّية كبيرة للاستفادة من هذه التّمرين.
- ارقدي على الأرض مع ثني الركبتين، شدّي عضلات الفخذ معاً، طبّقي التّمرين السّابق عشر مرّات، هذه الطّريقة تساعد على التّحكم بالمثانة، وتقليل من استخدام دورة المياة المُتكرّرة.
- ارقدي على ظهرك مع ثني الركبتين، ضعي يداً أسفل الظّهر واضغطي بظهرك نحو يدك مع شدّ عضلات الحوض لأعلى، ثمّ استرخي، كرري هذا التّمرين خمس إلى عشر مرّات.
- في نفس الوضعيّة، ارفعي الحوض لأعلى مع شدّ عضلات الحوض، ارفعي ثمّ استرخي، كرّري هذا التّمرين خمس إلى عشر مرّات.
تمارين البطن
- ارقدي على ظهرك واثني الركبتين، اسحبي عضلات البطن إلى الدّاخل بحيث تكون اليدان ممدودتين نحو الرّكبتين، ارفعي رأسك وكتفك للأعلى وانزلي ببطء، كرّري هذا التّمرين خمس إلى عشر مرّات.
- من نفس الوضعية اسحبي عضلات البطن للداخل، افردي يدك اليمنى باتّجاه الرّكبة اليُسرى ثمّ ارفعي رأسك وكتفك للأعلى وانزلي ببطء، اقلبي الوضعيّة وكرّري هذا التّمرين خمس إلى عشر مرّات.
- من نفس الوضع اسحبي عضلات البطن إلى الدّاخل وحرّكي الركبتين سويّاً إلى اليمين ثم إلى اليسار، حأولي لمس الأرض بركبتك في كلا الجهتين، كرّري هذا التّمرين خمس إلى عشر مرّات.
تمارين لتجسيد الصدر
- من وضعيّة الوقوف أو الجلوس ضعي أطراف أصابع يدك على أكتافك، وبطريقة دائرية حرّكي كوعيك إلى الدّاخل ثم إلى الخارج. تأكّدي من استشارة الطّبيب قبل بداية أيّ تمرين، تجنّباً لأيّة إصابة قد تلحق بك.
التّغذية بعد الولادة
طرق تغذيّة الأم بعد الولادة تُطابق إلى حدّ كبير تغذية المرأة الحامل قبل الولادة، وتكون كالآتي:
- تُؤثّر تغذية الأُم في الطّفل في فترة الرّضاعة، وبهذا على الأم عدم تغيير نظامها الغذائيَّ دون استشارة الطّبيب، ويجب عليها أن تستمرّ في اتِّباع النّظام الغذائي الصحيِّ ذاته الذي كانت تتَّبعه في فترة الحمل. ويُفيد اتِّباع نظام غذائيّ متوازن على إنقاص وزن الأمّ وعودتها إلى وزنها الطبيعيِّ قبل الحمل.
- من المهمّ أن تشرب الأم كميَّات كبيرة من السّوائل تجنّباً للإمساك. وعليها أن تشرب شيئاً بعد كلِّ إرضاع طبيعيّ للطّفل.
- استشارة الطّبيب عن أهميّة الاستمرار في تناول الفيتامينات التي كانت الأم تتنأولها قبل الولادة، هناك بعض الجهات الصّحية تُفضّل الانتظار لأسبوع على الأقل قبل العودة إلى تنأول هذه الفيتامينات مرة أخرى تجنّباً لحدوث الإمساك.