آلام الولادة
تُعتبر آلام الولادة من أكثر التجارب إيلاماً في حياة المرأة، وتحدث لعدة أسباب، منها انقباض عضلات الرَّحِم، وضغط رأس الطفل على عنق الرَّحِم، والمثانة، والأمعاء، وبسبب تمدّد قناة الولادة والمهبل، وتتركز هذه الآلام في الظهر والبطن، كما يمكن الشعور بآلام في الجانبين، والفخذين أيضاً، وتختلف آلام الولادة من سيِّدة لأخرى، ومن حمل لآخر، فقد تجد بعض الحوامل أنَّ آلام الولادة تشبه انقباضات الدورة الشهريّة، بينما قد تصفها بعض السَّيدات بأنَّها شعور بضغط شديد، وتقلصات قوية، يمكن تشبيهها بالمغص الناتج عن الإسهال.
أفضل ما يمكن أن ننصح به السَّيدة المقبلة على الولادة هو التزوّد بالمعلومات الصحيحة والكافية حول مراحل الولادة، والتخطيط لكيفيّة التعامل مع آلامها، وبذلك تتمكّن من المحافظة على هدوئها عند بدء المخاض، وهذا بدوره يُمكنها من التعامل مع الألم والوصول لولادة سهلة ميسَّرة بإذن الله تعالى.
طرق تسهيل الولادة
من الأمور التي يمكن أن تُسهِّل الولادة وتخفف آلامها ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضيّة: ممارسة التمارين الرياضية كصعود الدرج، أو المشي، تساعد على نزول الجنين إلى قناة الولادة، وتوسِّع عنق الرَّحِم، كما أنَّها تمنح جسم الحامل القوة اللازمة لتحمل آلام الولادة.
- تحفيز حلمة الثدي: وذلك عن طريق تدليك المنطقة المحيطة بحلمتَي الثديين، مما يحفِّز الرَّحِم على الانقباض.
- الجماع: يحتوي السائل المنويّ للرجل على مادة البروستاجلاندين التي تعمل على نضج الرَّحِم (بالإنجليزية: cervical ripening)، أي يصبح رخواً وليناً للسماح للجنين بالخروج، مما يُساعد على تحفيز الولادة وتسهيلها، بالرغم من أنّ دور الجماع في تسهيل الولادة ليس مؤكداً حتى الآن.
- العلاج بالتدليك: تدليك جسم الحامل أثناء الحمل يُقلّل من تركيز هرمون الكورتيزول، مما يقلل من احتمال الولادة المبكرة، ويقلل من الشعور بالقلق والاكتئاب، وآلام الساق والظهر، أما التدليك أثناء المخاض فيقلل من الشُّعور بالألم، ويقصِّر من وقت المخاض بمتوسط ثلاث ساعات. كما يمكن استخدام الزيوت الأساسيّة للتدليك بعد الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، وأثناء الولادة بعد التأكد من عدم وجود حالة طبيّة تمنع استخدام هذه الزيوت، ومن الزيوت الآمنة للاستخدام لتدليك الحامل: زيت الميرمية المخططة، وزيت اليوسفي، وزيت الخزامى (اللافندر)، وزيت البابونج الروماني، وزيت اللبان ( البخور)، وزيت الزنجبيل، وزيت عشب الليمون.
- تغيير الوضعيات أثناء المخاض: يمكن للحامل تجريب عدة وضعيات أثناء الولادة من أجل الشعور بالراحة، والوصول لأفضل وضعيّة، ومن هذه الوضعيات: الجلوس على كرسي مع رفع قدم واحدة، والركوع، والقرفصَة، والارتكاز على اليدين والركبتين، والتأرجح للأمام والخلف، والميل للأمام أثناء الجلوس أو أثناء الوقوف، والوقوف والمشي.
- ممارسة استراتيجيات الاسترخاء والتنفس الصحيح أثناء الولدة: يزيد من كميّة الأكسجين المتاح للأم وللطفل، ويساعد على المحافظة على طاقة الأم وتخفيف آلام الانقباضات، أمّا الطريقة الصحيحة للتنفس فهي إدخال الهواء عن طريق الأنف مع العد لثلاثة، والاحتفاظ بالهواء لفترة في الرئتين قبل إخراجه من جديد ببطء، من خلال الفم مع العد لأربعة (يجب أن يكون وقت الزفير أطول من وقت الشهيق).
- التنويم المغناطيسي الذاتي: يهدف التنويم المغناطيسي للتخلّص من القلق الذي قد يمنع إفراز هرمون الأوكسيتوسين اللازم لبدء المخاض، من الجدير بالذكر أنَّ تأثير التنويم المغناطيسيّ لا يزال بحاجة للمزيد من البحث لإثبات فعاليته.
- تناول أغذية ومشروبات تسهِّل الولادة ومنها:
- التمر: تناول ست تمرات يوميّاً على مدى أربعة أسابيع قبل موعد الولادة يسهِّل الولادة، وذلك وفقاً لدراسة أُجريت في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (شباط2007- كانون الثاني 2008)، فإنَّ تناول التمر قبل الولادة يؤدي إلى توسُّع عنق الرَّحِم بشكلٍ طبيعيّ أثناء الولادة، ويقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية التي تحرِّض على حدوث الطلق مثل: بروستين، والأوكسيتوسين.
- اليانسون والشومر: تناول اليانسون والشومر يُسكِّن آلام الولادة الطبيعيّة، ويسهلّها لما يحتويه من هرمون الإستروجين.
- التوابل: تناول الأغذية الغنية بالتوابل يؤدي إلى إفراز هرمون البروستاجلاندين الذي يحفز الرَّحِم على الانقباض.
- زيت زهرة الربيع المسائيّة: تفيد بعض الأدلة المحدودة أنَّ تناول زيت زهرة الربيع المسائيّة عن طريق الفم، أو إدخاله من خلال المهبل يساعد على تليين عنق الرَّحِم وتسهيل الولادة.
- شاي أوراق التوت الأحمر: تناول شاي أوراق التوت الأحمر يساعد على انتظام انقباضات الرحم أثناء الولادة، بحسب فريق طب النساء والتوليد (OBGYN North) في أوستن.
- الحلبة: تناول مشروب الحلبة يُقلّل آلام المَخاض، ويُحفّز انقباض الرّحم، إلا أنَّ تناول الحلبة قد يسبب الولادة المبكرة، أو الإجهاض عند تناوله قبل موعد الولادة.
- الأناناس: تناول كمية كبيرة من الأناناس الذي يحتوي بشكلٍ طبيعيّ على إنزيم البروملين يساعد على تليين عنق الرَّحِم، وتحفيز الولادة.
طرق تحفيز الولادة
انتظار وقت الولادة الطبيعيّ هو أفضل ما يمكن أن تفعله الحامل، ولا يُنصح باللجوء إلى تحفيز الولادة الصناعيّ إلا في حالات معينة منها:
- نقص السَّائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
- إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكريّ.
- تسرب السّائل الأمنيوسي بدون الشعور بالانقباضات.
- مرور أسبوعين على آخر موعد للولادة.
- وجود التهاب في الرَّحِم.
- اضطراب نمو وتطوّر الجنين.
- انفصال المشيمة عن جدار الرَّحِم.
- في حال وجود الأعراض السابقة، ولم يحدث توسع لعنق الرَّحِم، يمكن للطبيب أن يلجأ للخيارات الآتية:
- استخدام الأوكسيتوسين الصناعيّ قد يسبب حدوث الانقباضات خلال نصف ساعة من استخدامه.
- استخدام هرمون البروستاجلاندين موضعيّاً في عنق الرَّحِم، أو كتحميلة في المهبل، مما يحفّز الرَّحِم على الانقباض، ويليِّن عنق الرَّحِم.
- تجريد الغشاء الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، مما يحفّز الرَّحِم لإفراز هرمون البروستاجلاندين.
- الوخز بالإبر: من الطرق التي استُخدمت لعدة قرون في آسيا لتحفيز الولادة، حيث أفادت دراسة قام بها فريق من جامعة كارولينا الشماليَّة أنَّ (70%) من النساء اللواتي خضعن للوخز بالإبر لم يحتجن لإيّ إجراء طبيّ لتحفيز الولادة، مقارنةً مع (50٪) فقط ممن لم يتلقين العلاج بالوخز بالإبر، كما أنّ الوخز بالإبر يقلل من احتمال التعرض للولادة القيصريّة.
مراحل الولادة الطبيعيَّة
تمر الولادة الطبيعيّة بثلاث مراحل هي:
- مرحلة الانقباضات: وفيها تبدأ انقباضات الرَّحِم التي تؤدي إلى توسّع عنق الرَّحِم، وتستمر في المتوسط ما بين (12-20) ساعة، وتتكوّن من ثلاث مراحل:
- المرحلة الكامنة: وتتميّز بانقباضات بطيئة ومتباعدة.
- المرحلة النشطة: وتتميّز بانقباضات قويّة ومتقاربة.
- المرحلة الانتقاليّة: تصبح الانقباضات أكثر طولاً وتقارباً، وفيها يبدأ الجنين بالاتجاه للأسفل.
- مرحلة خروج الجنين.
- مرحلة انفصال المشيمة عن الرحم وخروجها.