ظهور علامات الحمل
تختلف أعراض الحمل بين امرأة وأخرى، كما يختلف وقت ظهور أعراض الحمل بين امرأة وأخرى؛ فهناك من تظهر عليهنّ أولى علامات الحمل بعده بأسبوع إلى أسبوعين منه، لكن هناك من لا يشعرن بأيّة أعراض خلال الأشهر القليلة الأولى.
الأعراض الجسديّة للحمل في الشّهر الأوّل
تُصنّف أعراض الحمل في الشّهر الأوّل كما يأتي:
- نزيف بدء الحمل: أو ما يُعرف بنزف الانغراس (بالإنجليزيّة: implantation bleeding)، حيث ينزل القليل من الدّم من مهبل المرأة الحامل.
- غياب الحيض (الدّورة الشّهرية): فإن مرّ أسبوع أو أكثر على الموعد المُتوقّع له فعندها قد تكون المرأة حاملاً، غير أنّ هذا العَرَض يُعدّ ضمن الأعراض المُضلِّلة إن كان الحيض لدى المرأة غير منتظم.
- الشّعور بالتّعب والإعياء: وهذا العَرَض يقع ضمن الأعراض الشّائعة لبداية الحمل، فخلال بداية الحمل ترتفع مستويات هرمون البروجستيرون، ممّا يُسبّب الشّعور بالإرهاق والنّعاس.
- ألم وانتفاخ الثّدي: فالتغيُّرات الهرمونيّة التي تحدث للمرأة خلال بداية حملها تجعل الثّديَين حساسَين ومُؤلِمَين، غير أنّ ذلك عادةً ما يخفّ بعد أسابيعَ قليلةٍ كون جسم المرأة يعتاد على هذه التغيّرات.
- الغثيان مع أو من دون تقيّؤ: فما يُعرَف بالغثيان الصباحيّ قد يُصيب المرأة الحامل في أيّ وقت من اللّيل أو النّهار، وغالباً ما يكون ذلك بعد انتهاء الشهر الأوّل من الحمل، لكنّ بعض النساء يُصَبن به مُبكّراً، ومنهنّ من لا يُصَبن به على الإطلاق. يُعتقد بأن الهرمونات تلعب دوراً بالإصابة بهذه الحالة.
- كثرة التبّول: ويعود ذلك إلى أنّ مقدار الدّم في جسم الحامل يزداد، ممّا يُؤدّي إلى قيام الكِليتين بمُعالجة سوائلَ إضافيّةٍ تُفضي إلى زيادة البول.
- وجود نكهة معدنيّة غريبة في الفم لدى المرأة الحامل.
- النّهمة أو النّفور من بعض أنواع الأطعمة.
الأعراض النفسيّة للحمل في الشّهر الأوّل
من الطبيعيّ أن تحدث تقلُّبات مزاجيّة في بداية الحمل، حيث تكون الحالة المزاجيّة للمرأة الحامل غير قابلة للتوقّع؛ فقد ينقلب ضحكها إلى بُكاء بشكل مُفاجئ دون سبب واضح، أو قد تصبح سريعة التهيُّج والانفعال. فضلاً عن ذلك، فإنّ العديد من النّساء الحوامل تضعُف ذاكرتهنّ خلال الحمل، كما أنّ الأعراض الجسديّة المُزعجة تمنعهنّ من البقاء بمزاج جيّد.
أمّا السبب الرئيسيّ وراء ذلك فهو التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث أثناء الحمل؛ فعند الحمل تزداد مستويات هرمونَي الإستروجين والبرجيستيرون في الدّم، ويُؤدّي ذلك إلى سهولة التهيّج والبكاء، غير أنّ الهرمونات ليست السّبب الوحيد لذلك، فمع الأحداث المُصاحبة للحمل من الطبيعيّ أن تجد المرأة الحامل نفسها مُضّطربة المزاج؛ فهي قد تشعر بالسّعادة الغامرة بسبب حملها وقيامها قريباً باحتضان طفلها لينقلب ذلك من دون سابق إنذار إلى ندم على ما وضعت نفسها به من مسؤوليّة.
تتضمّن المخاوف الشّائعة المُتعلّقة بالحمل ما يأتي:
- ما إن كان المولود سيأتي بصحّة جيّدة أم لا.
- ما إن كانت المرأة ستصبح أمّا جيّدة أم لا.
- ما إن كانت العائلة ستستطيع السّيطرة ماديّاً على مصاريف المولود أم لا.
- ما إن كان وجود مولود جديد سيُؤثّر على علاقة المرأة بالآخرين.
- كيفيّة تعامل المرأة مع عمليّة الولادة.
- فمع كلّ هذا، ليس من الغريب أن تتعرّض الحالة النفسيّة للمرأة الحامل إلى الاضطراب.
كيفيّة التعامل مع الأعراض النفسيّة للحمل
هناك العديد من الأمور التي بإمكان المرأة الحامل القيام بها لمُساعدة نفسها على الخروج من مُعاناة الأعراض النفسيّة، أهمّها تجنُّب القيام بلوم النّفس على هذه الأعراض؛ فعلى الحامل معرفة أنها ليست وحدها من تعاني منها وأنّ الأمر ليس بيدها، لذلك، عليها بالصّبر والانتظار حتّى تزول الأعراض من تلقاء نفسها، وعادة ما يكون ذلك بعد انتهاء الشهر الثّالث من الحمل.
هناك العديد من الأساليب التي بإمكان المرأة الحامل القيام بها للسّيطرة على هذه الأعراض، من ضمنها ما يأتي:
- الحصول على الرّاحة الكافية: فمن الصّعب السّيطرة على المزاج عندما يكون الشّخص مُتعباً، لذلك، يجب الحصول على الرّاحة والنّوم الكافيين. وفضلاً عن نوم اللّيل، تُنصَح الحامل بأخذ قيلولات نهاريّة إن تمكّنت من ذلك.
- القيام بنشاطات ترفيهيّة أو مُمارسة هوايات مُفضّلة لديها: فذلك يُساعد على تشتيت الدّماغ عن أعراض الحمل ولو لمدّة بسيطة. فعلى سبيل المثال، قد تجد المرأة الحامل نفسها مُستمتعةً بغداء مع الصّديقات وتنسى اضطراب نفسيّتها.
- التحدّث عمّا لديها من كآبة أو ضيق نفسيّ: الأمر الذي يُعدّ واحداً من أفضل الطّرق للسّيطرة على الأعراض النفسيّة، فذلك قد يجعلها تحصل على دعم غير مُتوقّع من الزّوج والعائلة والأصدقاء والأمهات أو الحوامل الأُخريات، فهنّ يعلَمن ما تعيشه المرأة من مُعاناة نفسيّة وجسديةّ في بداية الحمل. أمّا إن كانت ترغب بالتحدّث بخصوصيّة فعليها اللّجوء إلى طبيبتها.
- القيام بممارسة التّمارين الرياضيّة البسيطة: فالنّشاط الجسديّ يُعدّل المزاج، وليس بالضّرورة أن تكون هذه النّشاطات عنيفةً للحصول على الفائدة، بل بالإمكان مُمارسة المشي أو السّباحة، وذلك سيعمل على إطلاق الدّماغ لمواد كيماويّة مُعزّزة للمزاج.
- طلب المُساعدة من الآخرين في إنجاز الأمور التي يجب إتمامها قبل الولادة: فإن خرجت الأمور عن نطاق السّيطرة ولم تستطع المرأة الحامل القيام بها بنفسها بسبب أعراض الحمل أو غيرها، فلا بأس من طلب مساعدة الزّوج والعائلة والأصدقاء.