تنظيم الأسرة
يُتيح تنظيم الأسرة المجال أمام الزّوجين للمباعدة بين الأحمال، وتأخير الحمل لدى الزّوجات المُعرّضات لمخاطر الإصابة بمُشكلات صحيّة ومخاطر الوفاة نتيجة الحمل المُبكّر، ويُقلّل أيضاً من الحاجة إلى الإجهاض غير المأمون بتجنّب الحمل غير المرغوب فيه.
يُمكن منع الحمل بعدّة طرق، منها العزل، وتجنّب الجماع في فترة الخصوبة، وحبوب منع الحمل، وحُقن منع الحمل، وموانع الحمل الميكانيكيّة التي تشمل الواقي الذكريّ والواقي الأنثويّ، وربط قناة فالوب، وقطع الأسهر النّاقل للحيوانات المنويّة، واللولب الرحميّ.
اللولب الرحميّ
اللولب الرحميّ (بالإنجليزية: Intrauterine device) هو أحد وسائل منع الحمل، وهو أداة بلاستيكيّة تأخذ شكل الحرف (T)، يتمّ تركيبها في الرّحم بحيث يتدلّى الخيط المُثبّت في اللّولب إلى الأسفل ليمرّ من خلال عنق الرّحم باتّجاه المَهبل. يوجد نوعان من اللّوالب الرحميّة، وهي:
- اللّولب النحاسيّ: وهو اللولب الأكثر شيوعاً، يتكوّن من قطعة بلاستيكيّة تأخذ شكل الحرف (T) مُغطّاة بالنّحاس، وتصل فعاليّته إلى 10 سنوات. يُحفّز اللولب النحاسيّ الرّحم وقنوات فالوب على إفراز موادّ سامّة تُقلّل من نشاط الحيوان المنويّ.
- اللولب الهرمونيّ: يُفرِز اللولب الهرمونيّ هرمون البروجيستين، ويعمل على زيادة إفراز المُخاط في عنق الرّحم، ممّا يُضعِف الحيوان المنويّ ويمنعه من تخصيب البويضة، ويحدّ من زيادة سُمك بطانة الرحم. تستمرّ فعاليّته لمدّة خمس سنوات.
متى يكون اللولب مُناسباً
يكون اللولب مناسباً للمرأة في الحالات الآتية:
- عدم وجود عدوى حوضيّة عند تركيب اللولب.
- عدم وجود احتمال انتقال الأمراض الجنسيّة، أو مرض التهاب الحوض بين الزّوجين.
- رغبة الزّوجين في وسيلةٍ لمنع الحمل طويلة الأمد، ولا تتطلّب الكثير من الجهد، ويمكن التخلّص منها بسهولة.
- عدم وجود القدرة أو الرّغبة باستخدام حبوب منع الحمل أو غيرها من وسائل منع الحمل الهرمونيّة.
- في حالة الرّضاعة الطبيعيّة.
- وجود تاريخ من الحمل خارج الرّحم.
- اللولب الهرمونيّ يُعتبر مُناسبّاً للسّيدات المُصابات بالاضطرابات النزفيّة، أو اللواتي يتلقَّين علاجاً مُضادّاً للتخثّر.
- اللولب مُناسب للسّيدات المُصابات بالسُكريّ، وبطانة الرّحم الهاجرة، والتهاب بطانة الرّحم.
تركيب اللولب
يتمّ تركيب اللولب على يد طبيب مُختصّ بعد التأكّد من أنّه الوسيلة المُلائمة للزّوجة والتأكّد من عدم وجود حمل. يتم إدخال اللولب إلى الرّحم من خلال عنق الرّحم، وتستغرق هذه العمليّة عادةً أقل من 15 دقيقةً، وقد تتم مع أو بدون تخدير موضعيّ. من المُمكن أن يتحرّك اللولب من مكانه خلال الشّهور الثّلاثة الأولى من التّركيب، ويمكن للزّوجة أن تتأكد من وجوده في مكانه الصّحيح من خلال الخطوات الآتية:
- غسل اليدين بالماء والصّابون.
- تحسُّس نهاية سلسلة اللولب في منطقة عنق الرّحم.
- التأكّد من أنّ طول السّلسلة كالمعتاد؛ إذا كان الطّول أقلّ أو أكثر من المُعتاد، فهذا يدلّ على تحرُّك اللولب من مكانه، ويجب استشارة الطّبيب.
- شعور المرأة بوجود احتكاك بين نهاية اللولب وعنق الرّحم، إذ يدلّ ذلك على تحرّك اللولب.
إزالة اللولب
يجب على السّيدة ألّا تُحاول إزالة اللولب بنفسها؛ لأنّ ذلك قد يُؤدّي إلى أضرار خطيرة. يُمكن للطّبيب المُختصّ إزالة اللولب ببساطة عن طريق سحب نهاية السّلسلة بزاوية مُعيّنة، ينتج عن سحب السلسلة طيّ طرفَيّ أو ذراعَيّ اللّولب وانزلاقه من خلال عنق الرحم. يُمكن استبدال اللّولب بآخر جديد مُباشرةً. نادراً ما تحتاج إزالة اللولب لتوسيع عنق الرّحم، فإذا حدث هذا، يتمّ استخدام مُخدّر موضعيّ.
مميّزات اللولب
من مميّزات استخدام اللولب لمنع الحمل ما يأتي:
- تصل فعاليّة اللولب في منع الحمل ما بين (98٪ – 99٪).
- قابل للإزالة بسهولة في حال قرّر الزّوجان إنجاب طفل.
- تأثير اللولب فوريّ؛ إذ يمنع الحمل بعد تركيبه مُباشرةً.
- اللولب أكثر أماناً من حبوب منع الحمل؛ خاصّةً للمُدخّنات، أو من لديهنّ تاريخ من الجلطات الدمويّة.
- يُخفّف اللولب الهرمونيّ من النّزيف والتشنّج المُصاحب للدورة الدمويّة.
أضرار ومساوئ اللولب
يُعدّ اللولب من الوسائل النّاجحة لمنع الحمل، إلا أنّ له بعض المساوئ والمضارّ، ومنها:
موانع استخدام اللولب الهرموني
يجب الامتناع عن استخدام اللولب الهرموني في الحالات الآتية:
- وجود إصابة بالتهاب الحوض الحادّ خلال الشّهور الثّلاثة السّابقة أو في وقت تركيب اللولب.
- الإصابة باضطرابات نقص المناعة، أو تعاطي الأدوية التي تُثبّط جهاز المناعة، مثل الكورتيزون، والعلاج الكيميائيّ للأورام، وعند استخدام الأدوية الوريديّة بشكل غير مُنتظم.
- الإصابة بسرطان عنق الرّحم، وسرطان الرّحم.
- وجود نزيف مهبليّ دون سبب معروف.
- الإصابة باضطرابات أو أورام الكبد.
- الإصابة بسرطان الثديّ حاليّاً أو سابقاً.
- وجود مشاكل في الرّحم، مثل الألياف، أو التشوّهات، أو الالتصاقات.
- وجود حساسيّة مُفرطة تجاه الهرمون أو البلاستيك المُستخدَم في اللولب.
- الإصابة بأمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدّم.
- الإصابة بالصّداع النصفيّ الحادّ.
الحمل على اللولب
يُعتبر اللولب وسيلةً فعّالةً لمنع الحمل، إلا أنّ هناك احتمال حدوث حمل بنسبة 1%، عند الشّك بحدوث حمل يجب على السّيدة عمل فحص الحمل المنزليّ، أو فحص الدّم للتأكّد من حدوث حمل.
بعد التأكّد من الحمل، يلجأ الطّبيب إلى إجراء بعض الفحوصات للتأكّد أنّ الحمل داخل الرّحم وليس في قناة فالوب، ومن هذه الفحوصات فحص الدم، وفحص المهبل، وفحص الموجات فوق الصوتيّة. في حال كان الحمل داخل الرّحم سيعمل الطّبيب على إزالة اللولب إن كان ذلك مُمكناً؛ لأنّ استمرار الحمل بوجود اللولب يُعرّض حياة الأم للخطر، أمّا مُحاولة إزالة اللولب فقد تُسبّب إجهاض الجنين. في حال استمرار الحمل بوجود اللّولب يجب أن تحظى الأم بمتابعة وعناية خاصّةٍ؛ لأنّها ستكون أكثر عرضةً للولادة المُبكّرة.