كيف تكون بداية ألم الطلق

كيف تكون بداية ألم الطلق
كيف تكون بداية ألم الطلق

الولادة

عندما تصل الحامل لبداية الشهر التاسع من الحمل، فمن المُتوقّع أن تحدث الولادة في أيّة لحظة، فقد اكتمل نمو الجنين تقريباً وأصبح مُستعدّاً للخروج من الرحم. يصل طول الجنين في الشهر التاسع إلى 45سم تقريباً، ويزن ما بين 2.4-3.6كغم، ويصبح جلده ناعماً، وجسمه مُستديراً، وتكون عيناه مفتوحين عندما يكون مُستيقظاً.

خلال هذا الشهر تبدأ بعض الإشارات التي تدل على قرب موعد الولادة بالظّهور، ومنها الشعور بطاقة وحيويّة مُفاجئة تتمثّل بالرغبة في الترتيب والتنظيم، وهو ما يعرف بغريزة التعشيش (بالإنجليزيّة: nesting instinct)، وقد تظهر هذه الحالة عند بعض الحوامل قبل الولادة بفترة كافية، إلا أنَّها قد تكون علامةً لاقتراب الولادة عند البعض الآخر.

من العلامات الأخرى لقرب الولادة نزول الجنين إلى منطقة الحوض، ممّا يُؤدّي إلى الشعور بالثقل والضغط على المثانة، وتحدث هذه الحالة قبل شهر من الولادة إذا كانت هذه الولادة الأولى للأم، أمّا إذا لم تكن الولادة الأولى فتحدث عند بداية الولادة فقط. كما تزداد وتيرة الانقباضات الكاذبة (براكستون هيكس) لتقوية الرحم وعنق الرحم وتهيئته لانقباضات الولادة الحقيقيّة.

مراحل الولادة

تختلف الولادة من حيث الفترة الزمنيّة التي تستغرقها كل مرحلة من سيدة لأخرى ومن حمل لآخر؛ فنجد أنَّ الولادة في الحمل الأول للأم قد تستغرق ما بين 12-14 ساعةً، بينما تحتاج إلى فترة زمنيّة أقل في الأحمال التالية، وتمرّ الولادة بثلاث مراحل هي:

  • المرحلة الأولى: وهي مرحلة انقباضات الرحم (الطّلق) وتتكوّن من ثلاثة مراحل:
    • المرحلة الكامنة: وهي أطول المراحل، ويحدث فيها انقباضات سريعة لتوسيع عنق الرحم.
    • المرحلة النشِطة: وفيها تشعر الحامل بألم في الظهر والبطن عند كل انقباضة، ويزداد توسُّع عنق الرحم، إلا أنَّه لا يزال بحاجة للمزيد من التوسعُّ.
    • المرحلة الانتقاليّة: تصبح الانقباضات قويّة ومؤلمة، وتتكرّر كل 3-4 دقائق، وتدوم لمدة 1-1.5 دقيقة، في نهاية هذه المرحلة يتوسَّع عنق الرحم بشكل كامل ويصل إلى 10سم، وهو ما يكفي لخروج الوليد.
  • المرحلة الثانية: مرحلة خروج الوليد، ويخرج الرأس أولاً ثم باقي الجسم.
  • المرحلة الثالثة: مرحلة خروج المشيمة، وهي النسيج الذي يربط بين الأم والجنين، والمسؤول عن تزويد الجنين بالغذاء والأكسجين.

علامات بداية الطلق

يرتبط ما تشعر به الحامل في المرحلة المُبكّرة من المخاض، أو ما يُعرف بالطلق، بقدرتها على تحمّل الألم وقدرتها على التكيّف مع طبيعة المرحلة التي تمرّ بها، كما أنّها تعتمد على وجود، أو عدم وجود تجربة ولادة سابقة، وفي كل الأحوال، يجب على الحامل ألا تشعر بالحرج من التواصل مع طبيبها في هذه المرحلة والحصول على التوجيهات منه، فقد يرى الطبيب أنَّ الوقت لا زال مبكراً ولا يستدعي التوجّه إلى المستشفى، وقد يطلب منها التوجّه فوراً إلى لمستشفى اعتماداً على الأعراض التي تصفها له. من علامات بداية الطلق ما يأتي:

  • ألم مستمر يبدأ في البطن، أو في أسفل الظهر، ويكون مصحوباً بتقلّصات تُشبه تقلّصات بداية الحيض.
  • خروج سدادة الغشاء المخاطيّ من عنق الرحم، مع وجود إفرازات مهبليَّة لونها بنيّ قد يُرافقها دم.
  • انقباضات مُنتظمة للرحم، تصبح أشدّ وأطول مع مرور الوقت، وتُؤدّي إلى نضج عنق الرحم وتوسعِّه.
  • انفجار الكيس السلويّ (كيس الماء).
  • اضطراب نوم الحامل.
  • تقلّبات المزاج.
  • اضطراب البطن، وإسهال (براز طريّ).

طرق تخفيف الألم خلال الحمل والولادة

تلجأ الكثير من السيدات لبعض الممارسات خلال شهور الحمل الأخيرة للمساهمة في تسهيل الولادة وتخفيف آلامها، كما أنّ هناك بعض الإجراءات الّتي يمكن أن تقوم بها خلال فترة المخاض، ومنها:

  • ممارسة التمارين الرياضيّة: تُساعد التمارين الرياضيّة الحامل في الاستعداد لمرحلة الولادة، كما أنَّها تُخفّف من بعض الآلام التي تشعر بها، ومن التمارين التي يمكن أن تمارسها الحامل ما يأتي:
    • تمارين عضلات قاع الحوض: تُفيد هذه التمارين في تقوية عضلات قاع الحوض، ممّا يُمكنّها من تحمّل وزن الجنين، وتزيد من تدفّق الدم إلى منطقة الشرج والمهبل، ممّا يُسرّع في شفاء المنطقة من آثار الولادة، يتم هذا التمرين كالآتي: تتخيّل الحامل عند الزفير أنّها تُقاوم خروج الغازات أو البول، وبهذا سيتم سحب منطقتي المهبل والشرج، يجب فعل ذلك دون سحب البطن أو حبس النَفَس، يستمرّ التمرين لمدة عشر ثوانٍ يتبعها عشر ثوانٍ أخرى للاسترخاء، ويُكرّر التمرين عشر مرّات.
    • جلوس القرفصاء: يُساعد هذا التمرين على توسيع الحوض وتقوية الفخذين، ويمكن إجراء التمرين كالتالي: تقف الحامل وهي مُمسكة بظهر كرسي وتُباعد قدميها قليلاً، وتوجِّه أصابع قدميها للخارج، ثم تقوم بشدّ عضلات البطن وإرخاء الكتف ورفع الصدر قليلاً، ثم تبدأ بالنّزول كما لو أنها ستجلس على كرسي، مع توجيه وزن الجسم باتّجاه كعب القدم، يلي ذلك شهيق عميق وزفير، ثم العودة لوضعية الوقوف.
    • المشي: تُمكِّن رياضة المشي الحامل من المحافظة على اللياقة وتُعِد الجسم لعمليّة الولادة.
    • تمرين إمالة الحوض باستخدام كرة مطاطيّة: تَستخدم الحامل الكرة لإمالة جسمها والانحناء فوقها
    • وضعية الإسكافيّ: وهي من تمارين اليوغا، وتكون بالجلوس على الأرض مع تقويس الظهر قليلاً، وتقريب باطن القدمين من بعضهما البعض، ثم ضغط الركبتين إلى الأسفل بعيداً عن بعضهما البعض، يمكن الثبات على هذا الوضع والتوقّف عند الشعور بالانزعاج. يُساعد هذا التمرين في تخفيف الضّغط عن أسفل الظهر، وتوسيع الحوض، وإرخاء مفاصل الوركين.
  • التدليك: التدليك أو المساج من الممارسات المُفيدة للحامل في فترة المخاض الأولى، فهو يُساعد الجسم على إفراز الإندورفين، وهي مادّة مُسكنّة للآلام. ويُساعد هذا التمرين في تحمّل الانقباضات والتأقلم معها، ويُقلّل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. يُمكن استخدام الزيوت العطريّة لتسهيل عمليّة التدليك، مثل زيت اللافندر، وزيت البرغموت، وزيت البابونج، وزيت زهر البرتقال، والورد، وزيت اللوز الحلو، وزيت بذور العنب. أما الأماكن التي يُنصح بتدليكها فهي كالآتي:
    • تدليك اليد، ويتم بتمسيد ظهر كلّ يد ثم راحتها، يبدأ التدليك من المِعصم إلى أطراف الأصابع، ثم تدليك راحة اليد بحركة دائريّة، وسحب كل إصبع على حدة لتخليصه من التوتّر.
    • تدليك القدم: ويكون تدليك القدم من الكاحل حتى أصابع القدم، كما يمكن تدليك أخمص القدمين بشكلِِ دائريّ.
    • تدليك الظهر: يبدأ التدليك من الكتف إلى أسفل على جانبيّ العمود الفقريّ، كما يُمكن الضغط بقوّة على قاعدة العمود الفقري. يفيد تدليك الظهر في تهدئة الحامل وتخفيف آثار الانقباضات القويّة أسفل الظهر.
    • تدليك الكتف: يبدأ التدليك من أسفل الكتفين إلى المرفقين مع الضّغط بثبات، كما يمكن أيضاً استخدام الإبهام للتدليك بشكل دائريّ خلف لوحَيّ الكتفين.
  • التنفّس العميق: تُنصح الحامل بالتركيز المُطلَق على التنفّس لتخفيف ألم الانقباضات والمحافظة على الطاقة، ويكون ذلك كالآتي: عند بداية الانقباضة تأخذ الحامل نفساً عميقاً من الأنف ثم تسترخي وتُخرج الهواء ببطء من خلال الفم، ويُكرّر ذلك مع المُحافظة على الإيقاع المُستمرّ للتنفّس.
  • في بداية المخاض تُنصح الحامل بالاسترخاء في السرير أو على كرسي، والمُحافظة على طاقتها، أمّا عند بداية المرحلة النشطة من المخاض فيجب على الحامل تجنّب الاستلقاء على الظّهر والحرص على المشي الخفيف لمسافات قصيرة، واتّخاذ وضعيّات عموديّة، ممّا يُقصِّر وقت المخاض، ويجعل الانقباضات أسرع وأقل إيلاماً، ويُقلّل من احتمال اللجوء لعمليّة قيصريّة. مع تقدُّم المخاض يمكن لاستلقاء الحامل على الجانب أن يساعد الجنين على الاستدارة في الرحم وتيسير الولادة.
  • أخذ حمام دافئ.
  • استخدام الغاز لتخفيف آلام الانقباضات، كما يمكن استخدام البيثيدين، أو حقنة الإيبيدورال عند الحاجة.
  • الوخز بالأبر: ويقصَد به غرز إبر في نقاط مُحدّدة من الجسم بهدف إفراز الإندورفين وتخفيف آلام الولادة.
  • العلاج بالإبر: مُمارسة شبيهة بالوخز بالإبر، إلا أنَّها تتم من خلال الضغط بالأصابع على نقاط مُعيّنة في الجسم.
  • التحفيز الكهربائيّ للعصب عبر الجلد: ويتم من خلالها تمرير تيار كهربائيّ لتحفيز الأعصاب وتخفيف الألم.
  • العلاج المائيّ: أي الولادة في أحواض مائيّة لتخفيف الألم.
  • الولادة بالتّنويم الذاتيّ: وهي تقنية تحتاج إلى تدريب مُسبَق بحيث تتعلم الحامل الاسترخاء العميق، ممّا يُخفّف من شعورها بالألم أثناء الولادة.