ما هو الحمل
يُعرّف الحمل بأنّه عمليّة تخصّ أنثى الثديّات التي تحمل داخل جسمها جنيناً واحداً أو أكثر، ويُطلق لقب جنين على ما تحمله المرأة من وقت الإخصاب حتّى الولادة. ويحدث الحمل نتيجة اتّحاد البويضة الأنثويّة مع الحيوان المنوي المذكّر. بعد خروج البويضة من المبيض في منتصف الدّورة الشّهرية، تقع في جوف البطن فينجذب إليها أنبوب الرّحم، وعندما تصل إلى وسط الأنبوب يعترضها الحيوان المنويّ، فيندفع نحوها ليتّحد بها ويذوب بها مُسبّباً بذلك الإخصاب.
أوّل علامات الحمل
هناك العديد من الأدلّة التي يُسبّبها الحمل في فتراته الأولى، والتي تدلّ على نجاح عمليّة الإخصاب، أشهر هذه العلامات:
- حدوث نزيفٍ بسيط أو شعورٌ بالمغص: حيث إنّ بعض النّساء قد يحدث معهنّ نزفٌ بسيطٌ، أو نزول بعض النُّقط من الدم، وغالباً ما يحدث هذا العرض بين اليوم العاشر حتّى الرابع عشر من تلقيح البويضة، وعلى المرأة ألّا تخاف إذا حصل معها نزف فهذا أمرٌ طبيعيّ، وقد يحصل النزف عند التصاق البويضة الملقّحة بجدار الرّحم، وغالباً يكون في فترةٍ مبكّرة من الحمل، ويتميّز بلونه الأحمر الفاتح، وغالباً يكون أفتح من دم الدورة الشهريّة، وبعد مرور وقتٍ على الحمل يختفي هذا العرض. أمّا بالنسبة للمغص فأغلب النساء الحوامل تشعرن به في المراحل الأولى من حملهن، ويكون مشابهاً للمغص الّذي يأتي عند قدوم الدورة الشهريّة، ويحدث نتيجة زيادة حجم الرّحم.
- الشّعور بالغثيان مع الاستفراغ أو من دونه: ويحدث هذا العرض بسبب:
- ازدياد هرمون الإستروجين الذي قد يُسبّب بطئاً في أكل الطعام أو هضمه، مؤدّياً إلى الشعور بالغثيان.
- زيادة حساسية الشم لدى النّساء الحوامل، ولذلك يشعرن بالغثيان عادةً من بعض الروائح مثل: القهوة، والأكل، والسجائر.
- زيادة الشهيّة أو عدم الرّغبة في تناول بعض المأكولات: حيث إنّ زيادة الشهيّة لها علاقة بازدياد الهرمونات وخاصّةً في الشهور الأولى من الحمل، أمّا نقص الشهيّة فهناك عدد من العلماء الّذين قاموا بدراساتٍ تشير إلى أنّ بعض الحوامل يبتعدن عن القهوة، والدّجاج، والمأكولات الحارّة، واللحوم.
- تأخّر الدورة الشهريّة: حيث إنّ تأخّر الدورة الشهريّة من علامات الحمل الكلاسيكيّة والمعتادة الّتي تؤكّد وجود الحمل خاصّةً عند تخصيب البويضة، وعند ظهور هذا العرض تحدث عدّة تغيّراتٍ هرمونيّة موجودة في الجسم تؤدّي إلى تأخرّ الدورة وعدم نزولها إلّا حين الولادة. وإذا لاحظت المرأة وجود بعض بقع الدم فعليها ألّا تخاف إذا كانت قليلة لأنّ البقع تنزل بسبب بداية زرع الجنين.
- حدوث تغيّراتٍ في منطقة الصدر: حيث إنّ المرأة تشعر بالألم في منطقة الثدي فيتغيّر لون الجلد المحيط بالحلمة، ويصبح الثّدي طريّاً ومنتفخاً مع الإحساس ببعض الوخزات الخفيفة التي تدلّ على بداية الحمل، وتحدث أيضاً بعض التغيّرات الهرمونيّة داخل خلايا الثدي لتجهيز الحليب؛ لأنّها تستعدّ لقدوم مولودٍ جديد بعد الولادة.
- زيادة عدد مرّات الذّهاب إلى الحمام: حيث إنّ أغلب النساء خلال فترات الحمل الأولى بين فترة (6-8) أسابيع يشعرن بزيادة الحاجة لدخول الحمّام وخاصّةً أثناء الليل.
- تغيّر المزاج والتوتّر: حيث إنّ المرأة تشعر بتغيّراتٍ في مزاجها خلال مراحل الحمل الأولى، وبعض النساء يشعرن برغبةٍ في البكاء من غير سبب، ويعود ذلك إلى التغيّرات الّتي تحدث في هرمونات الجسم.
- الإجهاد الدّائم وإدمان النّوم: ارتفاع مستويات هرمون البروجيستيرون يجعل المرأة تشعر بالتّعب الدّائم، وهو من الصّفات البارزة على بداية الحمل، إلّا أنّه ليس دليلاً قاطعاً.
- تغيّرات في حاسّة التّذوق: تشعر بعض النّساء بطعم كالمعدن في الفم، في نفس الوقت لا تستطيع نساء أخريات تحمّل طعم القهوة أو الشّاي أو طعام معين كنّ يُحببنه.
مشاكل الحمل
قد يتعرّض الحمل أو الحامل لبعض المشاكل التي تستدعي الانتباه للتّعامل معها حتّى لا تتفاقم، قد يكون بعضها خطير والآخر يسهل التّعامل معه، ومن هذه المشاكل:
- القيء المصاحب للغثيان وخاصّةً في ساعات الصّباح، هذا الأمر يعتبر عاديّاً في الفترات الأولى من الحمل. تكون الوقاية من القيء باتّباع كلّ ممّا يأتي:
- عدم التّفكير الدّائم بالحمل، وإيجاد ما يشغل الوقت، كالقراءة أو الزّيارات الاجتماعيّة.
- البقاء في الفراش بعد الاستيقاظ مّدة ربع ساعة خاصّة بعد تناول الفطور، وذلك منعاً لتشنّجات عضلات المعدة، وعلى وجبة الفطور أن تكون خاليةً من الدّهون.
- اعتماد نظام الوجبات القائم على خمس وجبات بدلاً من ثلاث بهدف الحفاظ على المعدة ممتلئةً لكن دون شراهة، كالاعتماد على البسكويت والحليب المُحلّى بالعسل، والفواكه، والمكسّرات.
- الغذاء الصّحي المُتنوّع، من المهمّ تناول جميع أنواع الطّعام لإمداد الجسم بكافّة العناصر الغذائيّة التي يحتاجها مثل: الشّوربات والسّلطات، والخبز الأسمر، واللّحم الأحمر، والخضار، والحليب.
- ممارسة الرّياضة البدنية الخفيفة، وعدم ملازمة البيت أو الفراش حتّى لا تشعر الحامل بالاكتئاب، فالرّياضة والنّزهات النّهارية كفيلة بتهدئة الأعصاب، وإراحة النّفس، ورفع كمية الأكسجين في الدّم.
- آلام في المعدة: التي تنتج عن الحرقة، وتحدث بسبب كسل في المعدة، وقد يكون مصاحباً أحياناً لتقيّؤ حامض. يتمّ التّخلص من آلام المعدة كالآتي:
- الابتعاد عن الأطعمة الجافّة والحامضة، أو الحارّة، أو مشروبات الكافيين المُختلفة، والإقلاع عن التّدخين.
- النّوم بعد ساعة على الأقل من موعد الوجبة، واعتماد مواعيد التّمارين الرّياضية بعد الوجبة بساعتين على الأقلّ.
- تجنّب الألبسة الضّيقة.
- الدّوالي: تنتج الدّوالي نتيجة الضّغط الزّائد على الأوعية الدّموية الكبرى التي تُغذّي السّاقين من منطقة الحوض، فتُقلّل من حركة الدّم في السّاقين، وتمنع مروره بسهولة إلى القلب، فتنتفخ الشّرايين السفلى وتمتلئ بالدّم، وتلعب الوراثة دوراً كبيراً في زيادة احتماليّة الإصابة بالدّوالي. وللحدّ من هذه المشكلة يمكن اتّباع ما يأتي:
- الابتعاد عن الجوارب الضّيقة، ووضع قدم فوق الأخرى والتي تسبّب الخدر النّاتج عن عدم وصول الدّم إلى جميع أنحاء الجسم.
- تدليك السّاقين هو رفيق المرأة الحامل للمحافظة على سلامة ساقيها، مع رفعهما إلى حدّ الصّدر بين الفترة والأخرى.
- مرض سكّر الحمل: وهو ارتفاع مؤقّت لنسبة السكّر في الدّم المرتبطة فقط في فترة الحمل، ويتمّ السّيطرة عليه كالآتي:
- اتّباع نظام غذائيّ محدّد وصحّي لتجنّب الإصابة بهذا النّوع من السكّري، مع أهمّية ممارسة الرّياضة اليوميّة.
- المحافظة على مراجعة دوريّة لفحص مستوى السكّر في الدّم للكشف عن الحالة في أقرب وقت عند الإصابة بها.
- الأرق: قد تتعدّد أسباب الأرق، أو عدم الشّعور بالرّاحة عند النّوم، أو ضيق في التّنفس، أو غيرها ، ويتمّ حلّ هذه المشكلة بمعرفة سببها في البداية، واتّباع الآتي:
- تجنّب المنبّهات قبل النوم خاصّة، كالقهوة، والشّاي و غيرها، واستبدالها بكوب من الحليب الفاتر.
- الاعتماد على الحمّام السّاخن لاسترخاء العضلات ومساعدة الجسم على النّوم.
- ممارسة تمارين الاسترخاء كاليوغا، للقضاء على كلّ ما يوتّر المرأة الحامل.
كيف تخطّطي للحمل
قبل أن تخطّط المرأة للحمل، عليها تغيير بعض العادات التي تتّبعها في حياتها، وهي:
- التّوقف عن العادات السّيئة، كالتّدخين، وشرب الكحول، هذه الأمور التي تؤثّر على صحة الجنين وتساعد على الإسقاط في فترة الشّهور الثّلاثة الأولى، كما أنّها تشوّه الجنين وتصيبه ببعض المشاكل الخُلقيّة.
- الابتعاد عن اللّحوم النّيئة؛ لاحتوائها على البكتيريا الضّارة التي قد تهاجم الجنين وتُسبّب خسارته.
- المايونيز، وتركّز مادّة السّالمونيلّا، والتي تؤثّر على ثباتيّة الجنين في الرّحم وارتفاع نسبه خسارته.
- الفحص الشّامل لمعرفة قدرة الجسم على الحمل، ومعرفة الموادّ الغذائيّة التي تنقصه، وتناولها على شكل حبوب، فيتهيّء الجسم للحمل ويكون قويّاً عندها.
الحمل الصّحي
لأنّ صحّة المرأة الحامل لاتخدمها فقط، بل تخدم جنينها أيضاً وتحافظ عليه، ولهذا من المهمّ الاهتمام بنفسها لاستمرارية الحمل، وتكون هذه العناية كالآتي:
- الطّبيب الخاصّ: هو أمرٌ ضروريّ للاطمئنان على صحة الجنين، ويساعد الاختيار المُبكّر للطّبيب أن يكون على اطّلاع تامّ على حالة الحمل، فيصبح أفضل في التّعامل مع المشاكل إن وُجدت.
- الغذاء المتوازن: ولا تعني أن تزداد كمّيات الطّعام بصورة غير طبيعيّة بحجّة الحمل، إنّما إضافة العناصر الأساسيّة اللّازمة لنموّ الجنين، كالحليب، والفيتامينات والمعادن والأملاح، خاصّةً في فترة الشّهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل. ولا ننسى أهميّة السّمك لإمداد الجسم بما يحتاجه من الفسفور وأحماض أوميغا 3. أمّا المكمّلات الغذائية فهي ضروريّة لتجنّب أيّ نقص قد ينتج من هذه العناصر.
- النّظافة: وتشمل النّظافة الشّخصية، ونظافة الأطعمة، والبيئة المحيطة بالحامل، فكثير من الأطعمة التي نتناولها تحوي نسبة عالية من البكتيريا، كالأجبان مثلاً، وبعض العادات الصّحية قد تؤثّر على الجنين، كتربية الحيوانات الأليفة في المنزل، كما يجب الاهتمام بغسل الخضار والفواكه جيّداً تجنّباً للإصابة ببعض البكتيريا المتراكمة عليها.
- الرّياضة، ولا يُقصد بها التّمرينات المُجهدة، لكن التمرينات الأساسيّة التي تعمل على المحافظة على صحّة المرأة الحامل، و تنشيط الدّورة الدّموية، وقتل الملل والكسل، وتجنّب الخمول، وتحسين المزاج، وتنمية المناعة لمقاومة الأمراض. كما أنّ تقوية منطقة الحوض وزيادة تماسك عضلاته بممارسة بعض التّمارين الرّياضية اليوميّة.
- الرّاحة: إنّ التّعب الذي تشعر به الحامل نتيجة الجهد الذي تقوم به طوال اليوم، يعتبر رسالةً واضحةً أنّ الجسم يحتاج إلى الرّاحة ليحافظ على نشاطه وقوّته، من الممكن الاستفادة من القيلولة اليوميّة فترة الظّهيرة لإعادة مدّ الجسم ما يحتاجه من طاقة، كما أنّ لتمارين الاسترخاء دورٌ مهمّ في التّخلص من التّوتر والإرهاق.
- الابتعاد عن التّدخين والكافيين، لما فيهما من أضرار أكثر من فوائدهما في هذه الفترة من حياة المرأة، إلّا أنّ فنجانين صغيرين من القهوة مُفيدان ويحافظان على نشاط الأعصاب.
صحّة الحامل
من الأمور التي تجهلها المرأة وقد لا تعتقد أنّها تؤثّر سلباً عل صحّة الجنين هي ما يأتي:
- الأدوية: الاستخدام العشوائي للأدوية من أهم أسباب فقدان الجنين، ويلزم الحامل اللّجوء إلى الطّبيب قبل استخدام أي نوع من العقاقير حتّى لو كانت بسيطة.
- المستحضرات والمنتجات الكيميائيّة: قد تكون بعض المستحضرات التّجميلية سبباً في تشّوه الجنين أو تعريضه لمضاعفات خطيرة تؤثّر على صحّته. لذلك يفضّل التّقليل منها في فترة الحمل واللّجوء قدر الإمكان إلى مواد التّجميل الطّبيعية التّقليدية.
- الأعشاب الطّبية: كما أنّ هناك العديد من الأعشاب التي تساعد في الحفاظ على سلامة الحمل، هناك أيضاً أنواعاً تؤثّر سلباً عليه، كالأرثد، وعرق السّوس، والحلبة، والقرفة وغيرها. يجب استشارة الطّبيب قبل استخدام أيّاً من الأعشاب الطّبية لتجنّب المضاعفات السّلبية.
- الصّدق: صدق المعلومة التي يتلقّاها الطّبيب منك تُشكّل طريقة أسهل لمعرفة وضع حالتك الصّحية والتّعامل معها، فإن كنت مدخّنة أو مواظبة على عادة سيّئة أو طعام غير صحّي فإنّه من المهمّ أن يكون طبيبك على اطّلاع كامل بهذه التّفاصيل.
- احذري التّعب: إنّ التعب هوعدوّ المرأة الحامل الأول، فالتّعب يسبّب سقوط الجنين وخسارته، ويؤثّر سلباً على قوّة العضلات وثبات الجنين.
تغذية الحامل
التّغذية مفتاح الصّحة الأساسيّة للمرأة الحامل، ولذلك فمن المهمّ معرفة بعض الأمور التّغذوية عند الحمل:
- ما يهمّ في التّغذية الصّحيحة هو النّوع وليس الكمّ، فزيادة الكمّية دون تنويعها وشموليّتها لجميع العناصر لا تفيد شيئاً.
- الوزن الزّائد يعيق الحركة، وتتراكم فيه الدّهون بحيث لا يمكن التّخلص منها بسهولة بعد الولادة، علماً أنّ السّمنة هي السّبب الرّئيسي للعديد من الأمراض.
- اللّجوء إلى السّوائل قليلة السكّر الصّناعي، فالماء وعصيرالفاكهه الطّبيعي يفيد الجسم ويمدّه بالفيتامينات اليوميّة اللّازمة.
- لتر واحد من الحليب كافٍ للحفاظ على صحّة عظام وأسنان المرأة والجنين صحّية قويّة، إلى جانب المكمّلات الغذائيّة الخاصّة بالكالسيوم والفسفور.
- شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميّاً لإمداد الجسم بالرّطوبة اللّازمة التي تحمي البشرة من الجفاف.
- تخصيص حصّة يوميّة من الفاكهه والخضار الغنيّة بالألياف لمساعدة الأمعاء في المحافظة على حركتها الطّبيعية، مع تجنّب الأطعمة والخضار والفاكهه الحامضة، لتجنّب حرقة المعدة ومضاعفاتها.
- متابعة قراءات الضّغط والسكّري للكشف عن الحالة المرضيّة قبل تفاقمها، فإن كانت المرأة تعاني من سكّر الحمل، عليها القيام بكلّ ممّا يأتي:
- التّخفيف من الكربوهيدرات إلى 40-45 % من المجموع الكلّي في الوجبة الواحدة، وتحديداً وجبة الإفطار.
- زيادة عدد الوجبات مع تقليل حجمها، وذلك للتّأكد من وصول كمّية كافية من السّكر للدّم، وبالتّالي تجنّب ارتفاعه.
- تناول وجبة خفيفة قبل النّوم لتجنب انخفاض السكّر أثناء الليل، فيمدّ الجنين بالطّاقة اللّازمة.
- المراجعة الطّبية الدّائمة للتّعامل مع الحالة وتطوّراتها بسرعة وتجنّب أيّة مضاعفات.