خلع الولادة عند الاطفال

خلع الولادة عند الاطفال
خلع الولادة عند الاطفال

يحدث خلع الولادة أو خلع الورك أثناء تطور الجنين في أحشاء أمّه، حيث يخرج رأس الفخذ من التجويف الحقي بشكل كامل أو جزئي، ومن الطبيعي أن يكون رأس الفخذ ملاصق للتجويف الحقي، حتى يضمن نمو سليم للطفل حين يكبر، واستطاعته المشي الصحي دون مشاكل أو إعاقات تحد من حريته.

وأسباب حدوث خلع الورك غير معروفة، إلّا أنّ هناك عدة عوامل تساهم في زيادة الاصابة به، مثل: وضع الجنين داخل الأحشاء وعدم تحركه من مكانه أثناء الحمل به، وتزداد نسبة الخلع الولادي لدى الطفل الأول وفي جنس البنات أكثر منه في جنس الأولاد، كما أنّ وجود أطفال مصابون بالخلع في نفس العائلة يؤهل لإصابات أخرى؛ لأنّ الأمر قد يكون وراثي.

ويصاب المواليد الذين يولدون ولادة طبيعية به، أمّا الذين يأتون عبر المقعدة فهم نادرًا ما يعانون من خلع ولادي، وتزيد نسبة حدوثه لدى الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في الرقبة والظهر.

وحينما تقوم آلام بوضع وليدها يقوم الطبيب المختص بفحصه فورًا للتأكد من عدم خروج رأس الفخذ عن حدود التجويف الحقين، ويفحصه فحص سريري وروتيني، من خلال اللمس ووضع الأصبع عند منطقة المفصل الحوضي اعلى الفخذ، ولا تفيد الأشعة في الكشف عن الخلع الولادي لأنّ العظام تكون رقيقة وغير كاملة النمو.

يكون الخلع جزئيًا حينما يكتشف طبيب الأطفال أو العظام عن خروج عظمة رأس الفخذ بشكل قليل وليس تام خارج التجويف الحقي، بينما الخلع التام يكون من خلال خروج رأس الفخذ كله خارج التجويف الحقي.

والكشف المبكر للمولود أو الطفل يساعده في المعالجة ومحاولة تصحيح وضع الورك كي يستطيع السير مستقبلًا، وإن لم يعالج، فهذا سيؤدي لسير غير سليم يشبه سير البطة، أو قصر رجل عن الرجل الأخرى، بالإضافة إلى مضاعفات احتكاك رأس الفخذ بالتجويف الحقي.

ومعالجة الطفل تبدأ بتعرضه للعلاج الطبيعي والفيزيائي، حيث يقوم الطبيب بعمل تمرينات رياضية خاصة لمحاولة ارجاع عظمة رأس الفخذ في التجويف الحقي، وقد يساهم في تحسن حالة المصاب وإبعاده عن الإصابة بالعرج الواضح في سنوات عمره المقبلة.

كما ينصح طبيب العظام ببعض الأدوية التي تحمي من التهاب المفاصل، وإعطاء مسكنات للآلام، وتفصيل دعامات للمشي، وأجهزة حماية من السقوط عند الأطفال، والخضوع للعلاج الوظيفي لتأهيل الطفل وتعليمه كيفية المشي بطريقة سليمة.

وفي حال لم تنجح الأمور السابقة في العلاج يتم اللجوء للتدخل الجراحي، وفيه يقرر الطبيب إمّا إرجاع رأس الفخذ للتجويف الحقي وتثبيته، أو عمل قطع في عظمة رأس الفخذ لتقليل الاحتكاك ثم تثبيته في التجويف الحقي.

وفي حالات كثيرة يقوم الجراح بتلبيس رأس الفخذ قطعة من مادة معدنية لتقلل الاحتكاك، بينما قد يعوض القصر الناتج عن الخلع في إحدى الرجلين، يلبَس بعدها المصاب بنطال جبس يبقى على رجليه لمدة تتراوح من ثلاث أسابيع لثلاثة أشهر متواصلة.