المخاض
كلمة المخاض هي بحد ذاتها وصف للألم الذي تشعر به المرأة عند اقتراب موعد الولادة، والمعروف أن كلمة المخاض تعني آلام ما قبل الولادة بقليل، وهي المؤشر الأول على بداية المرحلة الصعبة، بل وتكاد تكون نهايتها، لأن أطول فترة من الممكن أن تقضيها المرأة في المخاض لا تتعدى الثلاث أيام، إلا أنها أسوأ ثلاثة أيام قد تمر على المرأة في حياتها بشكل كامل، فلا سبيل لتخفيفها؛ لأنه كلما زاد الألم كلما زاد الأمل باقتراب موعد الولادة، ونزول الجنين إلى الدنيا بصحة وعافية، وهذا أمر اعتادت عليه النساء، ورغم كل الألم والمعاناة التي تعانيها المرأة في الولادة، لتخرج لتقول أنها لن تلد ولن تحمل بعد اليوم، وما تنفك تجدها قد حملت مرة أخرى، وتناست كمية الأوجاع التي تعرضت لها في الحمل السابق، وهذه هي سنة الكون، وحكمة رب العالمين للحفاظ على البشرية من الانقراض، وإيجاد أقوام موحدة بالله، وقادرة على الإمساك بزمام الأمور والسير قُدماً نحو التقدم والنجاح في هذه الحياة الصعبة التي نعيشها اليوم.
علامات المخاض
إنّ علامات المخاض كثيرة ومتنوعة، وتختلف من امرأة لأخرى، وهذا سببه أن كل جسد له طريقته في الحمل والولادة، ولا يمكن السيطرة على هذا الأمر، أو التدخل به بأي حال من الأحوال؛ لأن أي تدخل خاطئ قد يعرض المرأة والجنين للهلاك، أو يعرضها للولادة بشكل غير طبيعي -لا قدَّر الله- وهذا ما لا نريده على الإطلاق، لهذا تترك العلامات حتى تأخذ وقتها، وحين يأتي موعد الولادة، ويأذن الله -تعالى- بذلك تجدها قد وصلت إلى حد الألم الذي يفوق العادة وتتم الولادة.
وجود نزيف مهبلي
ومن علامات المخاض الأولية، والتي تدل على الاقتراب الكبير لموعد الولادة هو أن تجد المرأة بعض الأغشية الزهرية في ملابسها الداخلية، هذا يعني أن الولادة على الأبواب، ولكنها تتطلب الوقت الكافي ليتم إحماء عملية الطلْق الطبيعية، وهذا ما يسهل على المرأة تجهيز نفسها بشكل جيد، وعدم الخوف خاصة إن كانت هذه ولادتها الأولى، فهذه العلامات هي المقدمة وكما أسلفنا فمن الممكن أن تأخذ العلامات ثلاثة أيام على أعلى تقدير.
انفجار كيس الماء
ويقصد بكيس الماء هو الكيس الذي يحمي الجنين ويحفظه ويتم من خلاله تناقل الماء والطعام للجنين، ويعني ذلك أن الولادة أصبحت وشيكة، ومن الممكن أن تشعر المرأة بهذا العرض بكل سهولة؛ لأن الماء يكون كمية كبيرة جداً، وتنهال على ملابسها فتشعر بذلك، وتكون هذه الخطوة قد حدثت بالفعل أثناء حدوث بعض الأوجاع التي تعرضت لها المرأة، ولا زالت تتعرض لها، وحين يحدث ذلك عليك -عزيزتي المرأة- أن تقومي بالحركة المستمرة، وأن تتنقلي من مكان لآخر، وهذا ما سيطلبه الطبيب من المرأة أن تقوم به هو الحركة والمشي ليسهل ذلك انزلاق الجنين، والولادة بكل سهولة.
تغير ملحوظ في شكل البطن
ويعني ذلك أن البطن يكون مدوراً في جميع مراحل الحمل، إلا أنه مع اقتراب فترة الولادة ومجيء علامات المخاض تجد المرأة بطنها قد أصبح ثقيلاً جداً عليها، وتجد أن المنطقة العليا من البطن فارغة تماماً، في حين أن ثقل الجنين قد تجمع كله في المنطقة السفلية من البطن، ليضمن ذلك سهولة مطلقة في النزول والولادة بشكل طبيعي، لأنَّ غير ذلك يعني أن الجنين لا يأخذ الوضع الطبيعي للولادة وهو أن تكون رأسه للأسفل، مما يضطر الأطباء إلى اللجوء للطرق الأخرى من أجل الولادة بدون أن يؤثر ذلك في صحة الأم والجنين.
تغير لون الحلمة
وهي علامة بارزة، ولكنها قد تكون متأخرة قليلا، وتعني أن الحليب قد بدأ يسري في صدر الأم مع اقتراب موعد الولادة، لذلك تجد أن لون الحلمة، وحتى شكل الصدر قد تغير تماماً، وعليه لا بد من التطرق لهذا الأمر، والتنبيه على ضرورة أن تقوم الأم بإرضاع الطفل اللبن الطبيعي في أولى مراحل الولادة، لأن ذلك يخفف عنها الألم من جهة، ويعطي الطفل الفرصة الحقيقية لأخذ الفائدة المرجوة من اللبن الأساسي، أو ما يسمى بلبن (ألبا).
ضيق التنفس وزيادة في نبضات القلب
وهذا لا علاقة له بأعراض المخاض، ولكن تجد أن الكثير من النساء تتعرض لهذه الحادثة، خاصة أولئك الذين لم يجربوا الولادة من قبل، والسبب في ذلك راجع إلى الخوف الشديد من هذه المرحلة، وعدم القدرة على التعامل الطبيعي مع هذا الأمر، ولكن يجب الحذر من أن يأخذ هذا الأمر منحنيات أخرى، فمن الممكن أن يؤثر ذلك على عدم قدرة المرأة على الدفع أثناء الولادة بشكل طبيعي، مما يؤثر ذلك على الطريقة التي سيتم استخدامها في الولادة، وهي الولادة عن طريق شق البطن من أجل إخراج الطفل، خوفا عليه من الاختناق، فكما أسلفنا فإن ماء الجنين قد نزل، ولا سبيل إلا للخروج الفوري.
آلام أسفل الظهر
وهي من مراحل الولادة المتأخرة، أو ما يعرف بآلام المخاض الحقيقية حيث تبدأ بعد سلسلة من المقدمات التي سبق وذكرناها، وهي أن الجسم تبدأ قواه بالتراخي، وتبدأ المرأة تشعر بحركة الجنين في محاولته للخروج إلى الدنيا، وهذا ما يسبب آلاماً مبرحة في منطقتي البطن والظهر، وإن كانت في منطقة البطن أكثر من منطقة الظهر، حيث تشعر المرأة بانقباضات الولادة، وكلما اقتربت الانقباضات من بعضها كلما كان السبيل للولادة قد اقترب شيئا فشيئا، وعليه لا بد من أخذ الحيطة والحذر، والتوكل على الله، والتوجه إلى أقرب عيادة أو مستشفى من أجل المتابعة مع الطبيب، في حال شعرتِ باقتراب الانقباضات، وغير ذلك فيفضل أن تبقي في المنزل؛ لأن ذلك لن يفيد في حال خروجك للمشفى.
علامات اقتراب الولادة
تساوي الفترة بين الانقباضات
ومن أهم علامات اقتراب الولادة بشكل طبيعي جداً، ويحتاج الأمر لساعات -فقط- من أجل الولادة فهي تساوي نبضات القبضات وغيرها، حيث إن الفترة بين الانقباض والأخرى يجب ألا يتعدى الثلاث دقائق بين كل واحدة وأخرى، وهذا ما يسبب في إحماء عملية الطلق، ويجعل لك الإذن بالدخول لغرفة الولادة من أجل إخراج الجنين، ولكن يجب الحذر أثناء هذه الفترة، وعدم الدفع إلا بإذن من الطبيب؛ لأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى انفجار الرحم، والموت الفوري للأم.
الشعور بالرغبة الملحة في دخول الحمام
وهذا لا علاقة له بدخول الحمام، ولكن شعور المرأة بذلك يعني أنها قد وصلت إلى المرحلة النهائية، وهي المرحلة التي يرى بها الطبيب شعر الجنين، وبذلك يأمرك بالدفع كلما جاءت الطلقة، والسبب في رغبة الأم بدخول الحمام هي الخوف المستمر من أن تقوم بإفراز بعض الأشياء المقززة كالبول والبراز، لذلك تجد عزوفاُ من النساء عن الشرب أو تناول أي أطعمة حتى لا يحدث هذا الأمر معهن، وإن كان السبيل الوحيد للولادة هي أن تكون الأم قادرة على الدفع، وصحتها جيدة، لتكون الولادة بالنسبة لها أمراُ يسيراً. وفي حال الاقتراب من الولادة فإن الطبيب يطلب من المرأة ألا تستخدم الحمام مطلقا، ولعل السبب راجع إلى الخوف من أن ينزلق الجنين كما يحدث في الكثير من الحالات التي رصدتها الصحة في كل مكان.