في الأسابيع التي تسبق الولادة، يقوم جسم المرأة بالتخفيف من بعض الهرمونات في الجسم وتحفيز هرمونات أخرى؛ إذ يخفّف الجسم إنتاج هرمون البروجسترون، ويزيد من إفراز هرمون بروستاجلاندين وأوكسيتوسين. يعمل هرمون بروستاجلاندين على ترقيق عنق الرّحم، بينما يعمل هرمون أوكسيتوسين بتحفيز عضلات الرحم على الانقباض محدثاً الطلق أو المخاض.
الطلق أو المخاض
هو عبارة عن انقباضات الرّحم المتتالية التي تحدث نتيجةً لزيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين؛ حيث يعمل هذا الهرمون على تحفيز الرحم على الانقباض من أجل الاستعداد للولادة، وتكون هذه الانقباضات متتالية، وفي البداية تكون خفيفةً ومتباعدةً، ولكنّها تشتدّ وتصبح متقرابة جداً في اللحظات الأخيرة من الولادة، وهي تسبّب آلامٍ تُعرف بآلام الطلق أو آلام المخاض.
علامات حدوث الطلق
هناك بعض العلامات الّتي تظهر على المرأة الحامل في مرحلة الطلق وهذه العلامات هي:
- نزول ماء من عنق الرحم وهو ما يُعرف بماء الرأس، والّذي ينزل بسبب تمزّق الكيس الأمنيوسي المتواجد في عنق الرّحم، وقد تشعر المرأة بتقطير أو بتدفّق عند نزول الماء. وتشعر النساء الحوامل بقلق تمزّق الكيس وهنّ في خارج المنزل أو في مكانٍ بعيد عن المستشفى، ولكن إنّ نسبة قليلة من النساء يتمزّق لديهن الكيس الأمنيوسي قبل حدوث آلام الانقباضات الرحميّة؛ إذ في الغالب تحدث انقباضات رحميّة متتالية قبل نزول الماء، وبالتالي تدرك المرأة بأنّ عليها الذهاب إلى المستشفى من أجل الاستعداد للولادة.
- حدوث انقباضات رحميّة قوية ومتتالية: قد تجد المرأة الحامل صعوبةً في التفريق بين الانقباضات الرحميّة العادية التي تحدث خلال فترة الحمل وخاصّةً في الأشهر الأخيرة من الحمل وبين انقباضات الرحم ما قبل الولادة. ولكن يقول الأطبّاء والمتخصّصون في الطب النسائي والتوليد إنّ الانقباضات التي تحدث خلال فترة الحمل يمكن أن تكون بسبب إجهادٍ أو جوعٍ، وبالتالي فهي تختفي بعد اختفاء سبب حدوثها، أمّا انقباضات الطلق فهي تحدث بشكل مستمر ومتتالي وتزداد قوّتها مع مرور الوقت، وهي لا تختفي أبداً إلّا عند لحظة الولادة، كما أنّ الآلام الناتجة عن انقباضات الطلق تكون قويّةً جداً، وهي تبدأ من أسفل الظهر ثم تنتقل إلى أسفل البطن.
- نزول مادّة مخاطية: وتنزل بسبب خروج السدّادة المخاطية؛ وهي عبارة عن مجموعة من المخاط العنقي السميك الذي قام بإغلاق عنق الرحم طيلة فترة التسعة شهور؛ أي طيلة فترة الحمل من أجل حماية الرحم من الإصابة بعدوى من داخل الجسم.
- قد يحدث في المراحل المبكّرة من المخاض إسهال لدى المرأة الحامل؛ وذلك بسبب إفراز الهرمونات المُحفّزة للولادة مثل: هرموني البروستاجلاندين، والأوكسيتوسين؛ إذ إنّ من الأعراض الأخرى لمثل هذه الهرمونات هي حدوث الإسهال في جسم المرأة الحامل.
- حدوث توسّع في عنق الرحم، وقد يبدأ بسنتيمترات قليلة، ومن ثمّ يزداد التوسّع وكلما زاد التوسع ازدادت الانقباضات الرحميّة وازدادت آلام الطلق، وتختفي الانقباضات بمجرّد خروج الطفل.