مقدمة
كثيرات هُن النساء اللواتي يجهلنَّ عن كيفية زيادة فرص حملهن، رُبما قد يكون السبب في هذا هو أن المُجتمع مُتحفظاً بشكل كبير، أو أنها قد تزوجت بسن مُبكر للزواج، فقد يُؤثر هذا على العلاقة الزوجية بشكل كبير، فالجهل بالأمور الزوجية بعد الزواج يعد أمراً خطيراً، يقضي على السلالة البشرية، فيتوجب علينا من هذا المُنطلق، أن نُناقش هذا الموضوع بكل شفافية و أدب، كي يُصبح الإنسان المُتزوج أكثر وعياً بكيفية زيادة نسبة فرص الحمل، و خاصة أنه بعد الزواج تُصبح جُل التساؤلات و جُل تفكير الزوجين عن الحمل، هل أصبحت زوجتك حامل؟!، هل تُعاني من مُشكلة ما؟!، هل و هل و هل، و كثير من التساؤلات التي تقع على كاهل الزوجين، رُبما يعود هذا السبب لجهل الزوجين أو قد يكون لأسباب أخرى، معاً لنتعرف على هذا الموضوع و نُناقشه بكل وضوح و شفافية لنُصبح أكثر دراية بما يدور في حياتنا، و نُصبح أكثر تطلعاً على حياتنا اليومية التي نعيشها، فالأبناء هم زينة الحياة الدنيا، و هُم خلفك الصالح في هذه الدنيا.
و حدوث الحمل له عدة معايير يعتمد عليها و تتلخص بالتالي
- صحة و سلامة المرأة:من أهم الشروط لحدوث الحمل أن تكون المرأة سليمة من العيوب التي قد تُؤثر بدورها على الحمل، و تزداد فرصتها بالحمل، فنسبة الحمل تتناسب تناسباً طردياً مع صحة المرأة و سلامتها، لذلك يجب على المرأة الحفاظ على صحتها، و أن تهتم بنفسها و تتناول الغذاء بشكل سليم، و على الأخص الأغذية التي تُساعد على بناء الجسم و التي تجعل الإنسان أكثر صحة ك الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم و الحديد و حمض الفوليك، فهذه العناصر تُعتبر من أهم العناصر في بناء الجسم و تقويته، كي تُصبح المرأة أكثر قوة و قدرة على استقبال الجنين بشكل سليم.
- الإبتعاد عن الكحول و المسكرات أو المخدرات:فالتدخين و الكحول و المخدرات كلاهما ضار للإنسان بشكل عام سواء ذكر أم أُنثى، فالمرأة المُدخنة أو التي تتناول المخدرات و غيرها من الأمور التي تُذهب العقل، تُصبح فرصتها بالحمل ضئيلة جداً، و حتى إن حدث الحمل فسرعان ما يفشل هذا الحمل أو يتعرض للمشاكل التي تقوده للفشل أيضاً.
- أن يكون وزنك صحي:الوزن المثالي هو صحة المرأة، و ليس المقصود بالوزن المثالي أن تكون نحيفة أو رشيقة، لكن المقصود بذلك هو أن يكون وزنها مُناسب بحيث لايُؤثر على الحمل ولا على صحة الجنين، أن يكون وزنها بالمُعدل المتوسط، فخير الأمور أوسطها.
- أن تُحافظي على ممارسة الرياضة:فالرياضة انها لأهم الأشياء لتقوية بنية الجسم و هي الأساس في الحصول على جسم أكثر صحة و لياقة و مرونة، و هذا يجعل المرأة أكثر تأهلاً للحمل و الولادة، لذلك يتوجب على المرأة مُمارسة الرياضة حتى ولو ببعض التمارين الخفيفة، كالمشي لمدة ربع إلى نصف ساعة يومياً فهذه يُساعد على تقوية الجسم أيضاً.
- أن تكون نفسية المرأة جيدة:صحة المرأة الحامل النفسية تُؤثر تأثيراً سلبياً على حملها، فكلما تميزت المرأة بنفسية مرحة و جميلة و أكثر راحة كُلما زادت فرصتها بالحمل و الإنجاب، لذلك يتوجب على المرأة التخلص من كافة أعباء الحياة بتبسيط الأشياء، لتُصبح أكثر استمرارية بحدوث الحمل، و أن تسعى دائماً خلف تحقيق السعادة في أسرتها، فالصحة النفسية تُؤثر على عملية التبويض و التي هي أساس حدوث الحمل.
- أن تكون العلاقة الزوجية سليمة:يتوجب على المرأة و الزوج أيضاً أن تكون حياتهما مُنظمة و خاصة بمواعيد لقاءاتها الزوجية الشرعية، بأن تكون مناسبة لعملية التبويض، و هذا يعتمد على موعد التبويض و خروج البويضة، كي تُصبح أكثر جاهزية للإخصاب في فترة الدورة الشهرية للمرأة، و هي كالتالي:
- إذا كانت الدورة مُنتظمة لدى المرأة كل 28 يوم، فتكون فترة التبويض من الثاني عشر إلى الثامن عشر.
- إذا كانت الدورة مُنتظمة لدى المرأة كل 25 يوم، فتكون فترة التبويض من اليوم العاشر إلى اليوم السادس عشر.
- إذا كانت الدورة منتظمة لدى المرأة كل 35 يوم، فتكون فترة التبويض من اليوم الرابع عشر إلى اليوم الواحد و العشرين.
- و يتوجب على المرأة أن تجعل لقاءاتها الزوجية في فترة التبويض، كما يتوجب عليها أن تتقلب في جميع الوضعيات بعد اللقاء الزوجي، و عند التطهر من الجنابة لا تغتسل بالماء و الصابون، بل تكتفي بالماء أو الماء و الملح فقط؛ و يتوجب عليك أخي المُسلم أن تُؤمن بأن الإنجاب و كُل شيء في هذه الحياة هو بيد الله سبحانه و تعالى، فلا تيأس حتى و إن تأخرت زوجتك في الحمل أو الولادة، فكل ما يحدث لك في هذه الدنيا لهو خير لك.
- إن مرحلة الحمل لهي من أصعب المراحل التي يمر بها الرجل و المرأة، و المرأة على وجه الخصوص، لذلك سنُدلي إليك ببعض الإرشادات لإتخاذها خلال هذه الفترة للحفاظ على صحتك و صحة الجنين:
- يتوجب أن تكون عدد ساعات النوم مثالية، فساعات النوم المثالية هي من 7 إلى 8 ساعات يومياً من النوم المتواصل، و عليكي تجنب القرفصة خلال النوم.
- تجنب بعض الأوضاع الغير صحيحة عند الوقوف أو الجلوس و عدم رفع الأشياء الثقيلة، و تُحاول جاهدةً ألا ترفع الأشياء الموجودة على الأرض، و في حالة رفعها عن الأرض يتوجب عليها المحافظة على المسافة بين مقعدتها و كعبيها.
- الإبتعاد عن الملابس الضيقة، و لبس الملابس المُلائمة للحمل، بشرط أن تكون الملابس مُمتصة للرطوبة و تُسرب الهواء بشكل جيد، ك الملابس القطنية، التي تمتص العرق، و تُساعد على الحركة بشكل أفضل.
- ممارسة رياضة المشي أثناء الحمل فهذا يُساعد على توسع الحوض لدى المرأة الحامل، و هذا يُساعد بتسهيل عملية الولادة.
- الغذاء الجيد و الصحي للمرأة الحامل، فكما نعلم جميعاً أن صحة الطفل من صحة أمه، لأن الطفل يتغذى من أمه.
- مُمارسة العلاقة الزوجية تكون بقيود، لكن لا داعي للقلق من ممارسة العلاقة الزوجية، لكن في الشهر الأخير – أربعة أسابيع قبل الولادة – لا ننصح بالقيام بأي نشاط جنسي كونه يضاعف من الانقباضات الرحمية وتمزق الغشاء الأمينوسي ( ماء الرأس ) وأمراض المهبل والنزيف المهبلي و غيرها من الأمور التي قد تُشكل خطراً على حياة الجنين.
- و في ختام موضوعنا هذا نتمنى أن نكون قد أجملنا لكم الإجابة على الكثير من التساؤلات التي قد تدور في ذهن الكثير منكم، ولا داعي للقلق و الخجل من الإستفسار عن أية أمور كهذه، فكما قال الله سبحانه و تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً” صدق الله العظيم، فهذا ما يجعلنا أكثر بحثاً عن زينة الحياة الدنيا، فهذا أمر فطري، و مغروس بداخل كل انسان، الشعور بالأمومة و الأبوة، رزقكم الله زينة الحياة الدنيا و أغنانا و إياكم بالحلال و جعلنا مُستقيمين على الصراط المُستقيم.