الحمل والإنجاب
الرغبة بالحمل وإنجاب الذرية الصالحة هي طبيعة وغريزة في النفس البشرية، وفي حالات عديدة ترغب النساء بحدوث الحمل في فترةٍ مُعيّنة حتى تكون الولادة بموعد يناسبها من السنة. للمساعدة على زيادة فرصة الحمل هناك العديد من الخطوات والإجراءات التي يمكن اتّباعها من قبل الزوجين.
خطوات لحدوث الحمل
على الرغم من أنّ الحمل هو نتيجة طبيعيّة للعلاقة الزوجية إلا أن عملية التخطيط للحمل تحتاج لاتّباع بعض النصائح لزيادة فرصة حدوثه، منها:
تحديد موعد الإباضة
أكبر فرصة لحدوث الحمل تكون في فترة الإباضة، لذلك من المهم على السيدة تحديد الأيام المتوقع فيها حدوث الإباضة، والإباضة تعني نضوج البويضة وانطلاقها من المبيض لتصبح جاهزةً للإخصاب، وتحدث الإباضة عند النساء مرّةً واحدةً كل شهر وخلال أيام قليلة ومحدودة، لذلك إذا استطاعت السيدة تقدير فترة الإباضة عندها يمكن للزّوجين إقامة العلاقة الزوجية خلال هذه الفترة لتزداد فرصة الحمل، وتكمن الصعوبة في تحديد أيام الإباضة إذا كانت الدورة الشهريّة غير منتظمة وتختلف من شهر إلى آخر.
ممارسة العلاقة الزوجية في الوقت المناسب
مع معرفة الوقت التقريبي لفترة الإباضة خلال الشهر يُنصَح الزوجان بإقامة العلاقة الزوجيّة في فترة الخصوبة للمرأة، والتي هي فترة الإباضة وثلاثة أيام التي تسبقها، والواقع أن الحيوان المنوي يستطيع العيش لمدة تتراوح بين 3-6 أيام داخل جسم المرأة، بينما تبقى البويضة على قيد الحياة ليوم واحد فقط، لذلك يمكن ممارسة العلاقة الزوجية يوماً بعد يوم في فترة الخصوبة للمحافظة على وجود حيوانات منوية جاهزة لإخصاب البويضة بمجرد انطلاقها من المبيض، من ناحية أخرى فإن ممارسة العلاقة الزوجية بشكل يومي بدلاً من يوم بعد يوم لن يزيد من فرصة حدوث أكثر، وبنفس الوقت لن يُشكّل أي ضرر.
المحافظة على الوزن الطبيعي
زيادة الوزن والسُّمنة المُفرِطة للزوجة تقلّل من فرص الحمل لديها، فالمرأة المصابة بزيادة الوزن تحتاج ضعف الفترة المطلوبة لحدوث الحمل بالوضع الطبيعي، وفي الوقت نفسه النَّحافة الشديدة قد تجعل جسمها غير قادر على حمل الجنين، وتشير الدراسات إلى أنّه مع وجود النحافة ستحتاج المرأة لأربعة أضعاف الوقت لحدوث الحمل، لذلك من المهم المحافظة على وزن طبيعي دون زيادة أو نقصان.
المحافظ على نمط حياة صحي
على الرغم من عدم وجود أغذية خاصَّة تزيد من الخصوبة، إلا أنّ المحافظة على تناول الغذاء السليم والصحي يساعد جسم المرأة على اكتساب العناصر الضرورية للحمل ونمو الجنين؛ كالبروتين والكالسيوم والحديد، لذا تنصح المرأة بالإكثار من الخضروات، والفواكه، والحبوب، واللحوم الحمراء، والحليب ومنتجاته، وتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، كالقهوة، والمشروبات الغازية، كما أنّ التوقّف عن التدخين، وشرب الكحول، وتجنّب التمارين والأعمال القاسية من النصائح المهمّة للأم، كما يجب على أي سيدة تستعد للحمل البدء بتناول حبوب حمض الفوليك، على جرعة 400 ميكروغرام يومياً، فهو مهم لحماية الجنين من التشوّهات الخلقية.
تجنب استخدام المزلقات المهبلية
استخدام المزلِّقات لتسهيل عملية الجِماع يُقلّل من فرصة حدوث الحمل، ويقلل من قدرة الحيوانات المنوية على الوصول للبويضة وتخصيبها، لذلك يجب تجنّب استخدام المزلقات وحتى اللعاب أو زيت الزيتون، وفي حال كان استخدامها ضرورياً يُفضّل استشارة الطبيب لاقتراح نوعية جيدة لا تقلل من فرصة الحمل.
تحديد موعد الإباضة
تحدث الإباضة عند النساء الذين يمتلكن دورةً شهرية منتظمة قبل أسبوعين تقريباً من موعد الدورة، ولكن يصعب تحديد موعد الإباضة في حال كانت الدورة غير منتظمة، ولكن في العادة يكون قبل 12-16 يوماً من موعد الدورة التالية، والعديد من الطرق يمكن اتّباعها للمساعدة على معرفة موعد الإباضة:
- استخدام جهاز كشف الإباضة، وهو جهاز منزلي يشبه اختبار الحمل المنزلي إلى حد كبير، حيث تستخدم عينة من البول للكشف عن مستوى هرمون خاص يرتفع في فترة الإباضة ويؤدي إلى إطلاق البويضة، وتعد الأيام الثلاث التالية للحصول على نتيجة إيجابية الوقت الأفضل لحدوث الحمل وإقامة العلاقة الزوجية.
- مراقبة حرارة الجسم عند النهوض من النوم في كلّ صباح وتسجيلها على ورقة، وهو أمر قد يؤشّر على فترة الإباضة؛ ففي هذه الفترة تلاحظ المرأة ازدياداً في درجة حرارة الجسم بمقدار أقل من نصف 0,3 درجة مئوية، وتكون المرأة في أعلى درجة من الخصوبة خلال ثلاثة أيّام السابقة لهذا الارتفاع.
- مراقبة كمية ونوعية الإفرازات المهبلية، فمع اقتراب موعد الإباضة تلاحظ المرأة زيادة في كمية الإفرازات المهبلية، كما تصبح أكثر شفافية وزلقة بصورةٍ أكبر.
اللجوء للطبيب لطلب المساعدة
مع المحاولات الفاشلة والمتكرّرة لحدوث الحمل بشكل الطبيعي تتساءل بعض النساء عن الوقت المناسب الذي يجب أن تلجأ فيه لاستشارة طبيب مختص، والواقع أنّ فرصة الحمل تكون كبيرة جداً مع مرور فترة ستة أشهر؛ حيث يحدث الحمل عند ثمانية من بين كلّ عشر نساء، أما الفترة التي يجب انتظارها قبل استشارة الطبيب فهي تعتمد على عمر الأم، حيث إنّ خصوبة المرأة تقل مع ازدياد العمر، فإذا كان عمرها أكثر أو يساوي 40 عاماً، يجب عليها استشارة الطبيب مباشرة، بينما يفضّل استشارة الطبيب بعد مرور ستة أشهر على المحاولة إذا كان عمر المرأة ما بين 35-40 عام، وعلى سن أقل من 35 عاماً يمكن الانتظار مع المحاولة لمدة سنة قبل زيارة الطبيب.
المحافظة على خصوبة الرجل
لزيادة فرصة حدوث الحمل لا بدّ من توافر حيوانات منوية وافرة وذات صحة وقوّة جيدة، ولتحقيق ذلك يُنصَح الزوج بما يلي:
- التوقّف عن شرب الكحول؛ فهو يقلّل من تعداد الحيوانات المنوية ويؤدّي لإنتاج حيوانات منوية غير طبيعية.
- التوقف عن تدخين السجائر وتناول الأدوية المخدرة، فهي تضعف الحيوانات المنوية وتُقلل الخصوبة.
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب زيادة الوزن.
- تناول كميات وافرة وبما يتناسب مع احتياجات الجسم من العناصر الغذائية المهمة؛ كالزنك، وحمض الفوليك، والكالسيوم، وفيتامين ج، وفيتامين د؛ فهذا يساعد على إنتاج حيوانات منوية نوعيّة وتعداد جيد.
- تجنب الأحواض الساخنة والساونا والحمامات الساخنة، فالحرارة العالية تقتل الحيوانات المنوية، فهي تحتاج لحرارة أقل من حرارة الجسم للعيش بشكل طبيعي.
بعد إجراء هذه التغيرات سيحتاج الجسم لفترةٍ من الوقت للتَّحسُّن، والمتوقع أن يُلاحظ التحسن في نوعية الحيوانات المنوية بعد مرور ثلاثة أشهر.