ضيق التنفس للحامل وأسبابه

ضيق التنفس للحامل وأسبابه
ضيق التنفس للحامل وأسبابه

المرأة الحامل

تتعرّض المرأة الحامل في فترة الحمل إلى الكثير من التغيّرات الجسمانيّة والنفسيّة، كما أنّها لا بد أن تواجه مجموعةً من الاضطرابات والمُشكلات الصحيّة المُؤقّتة والمُرافِقة لهذه الفترة الحسّاسة، والتي تنتهي إمّا بعد الولادة مُباشرةً أو تدريجيّاً؛ فالمرأة الحامل غالباً ما تُعاني من انحباسِ السّوائل أو صداع أو غثيان صباحيّ أو تقيُّؤ، وكذلك دوار الرّأس، كما أنّ وزنها عادةً ما يزداد بشكلٍ ملحوظ، وذلك نتيجة وجود جنين في داخل رحمها. وتواجه المرأة الحامل مُشكلاتٍ مُتكرّرة في انخفاض سُكّر الدّم أو ارتفاعه، إضافةً إلى صعوبة ضبط ضغط الدّم خلال شهور الحمل، لذا تحتاج الحامل دوماً إلى استشارةٍ مُستمّرة من قبل اخصّائية نسائيّة وولادة لتُراقب صحّتها ووضع جنينها منذ بداية الحمل وحتى آخر مرحلة، وهي الولادة.

أعراض الحمل حسب شهوره

تتضّمن الأعراض التي عادةً ما تبدأ لدى المرأة الحامل في الأسبوع الثالث ما يأتي:

  • الغثيان والتقيُّؤ.
  • الشّعور بالإرهاق.
  • التبوّل المُتكرّر.
  • النّفور من الطّعام.
  • آلام الثّدي وانتفاخه.

هناك أعراض أُخرى تبدأ في الأسبوعين السّادس والسّابع، منها ما يأتي:

  • الاضطرابات المزاجيّة، والتي تحدث نتيجةً للتغيّرات الهرمونيّة، فضلاً عن الضّغط النفسيّ المُتعلّق بالقلق المُصاحِب لعدم معرفة ما سيكون عليه الحال بعد الولادة.
  • الغثيان الصباحيّ.
  • الدّوار.
  • زيادة حجم الرّحم.
  • التبّول المُتكرّر نتيجةً لزيادة ضغط الرّحم على المثانة.

أمّا في الأسبوع الثّامن فتزداد الأعراض من حيث العدد، حيث تتضمّن ما يأتي:

أسباب ضيق التنفس لدى الحامل

بما أنّ توسُّع الرّحم يزداد في الأشهر الثّلاثة الأخيرة من الحمل، فإنّ الضّغط يزداد على الرّئتين كونه يحدّ من قدرتهما على التوسّع مع كل نَفَس، الأمر الذي يُؤدّي إلى زيادة شدّة ضيق التنفّس وتكراره. ولتعويض ذلك، تُساعد الهرمونات على أخذ أنفاس أكثر وأعلى من حيث الكفاءة؛ وذلك لضمان حصول الجنين والحامل على ما يكفي من الأكسجين.

ولعلّ ضيق التنفّس من أبرز المُشكلات التي تواجه الأم الحامل في أول شهر من الحمل وكذلك في آخر شهر منه، وذلك يُعدّ من الأمور الشّائعة والطبيعيّة، ولا تُشكّل أي خطورة على الأم أو الجنين سوى مُضايقة مَرحليّة للحامل تزول فور الولادة، وتُصاب بها نتيجة أحد الأسباب الآتية:

  • كبر حجم الجنين داخل الرّحم، وبالتّالي فهو يضغط على منطقة الحجاب الحاجز عند الأم، فتشعر بضيقٍ وصعوبة في التنفّس.
  • زيادة نسبة السّائل المُحيط بالجنين، ممّا يضغط على المنطقة العلويّة ويضعف القدرة على التنفّس السّليم . إن كانت الأم حاملاً بتوأم فهذا يتسبّب بكبر حجم الرّحم بصورةٍ مُضاعفة، ما يتسبّب بضيق النَّفَس.
  • الإصابة باضطرابات نفسيّة أو التعرّض لمشاكل عصبيّة، والتي غالباً ما تُرافق مراحل الحمل. فهناك العديد من الأمراض النفسيّة الشّائعة بين الحوامل، منها الاكتئاب والقلق وحتّى التوتّر الذي لا يُعدّ مرضاً بحدّ ذاته، وإنّما هو حالة مُؤقّتة تنجم عن سبب مُعيّن وتزول بزواله.
  • وجود مرض في الجهاز التنفّسي لدى الحامل؛ كالرّبو الشعبيّ التَحسُسيّ، أو التهابات القصبات الهوائيّة.
  • نقص في مستوى هرمون البروجيسترون لدى المرأة؛ وهذا الهرمون مسؤول عن تحفيز مراكز التنفّس في الدّماغ أثناء الحمل لزيادة كميّة الأكسجين لدى الأم. وعلى الرّغم من أنّ كل نَفَس لا يجلب الكثير من الهواء إلى الجسم، إلا أنّ الهواء يبقى لمدّة أطول في الرّئتين ليتمّ استخلاص الأكسجين منه بحيث يحصل الجنين على ما يحتاجه منه.

أما الحالات التي يُشكّل فيها ضيق التنفّس لدى المرأة الحامل إشارةً لوجود مشكلة توجب زيارة الطّبيب فهي تتضمن ما يأتي:

  • الإصابة بضيق شديد بالتنفّس يزداد سوءاً مع الوقت.
  • زيادة الرّبو سوءاً لدى الحامل المُصابة به.
  • تسارع الأنفاس والنّبض.
  • وجود ألم في الصّدر عند التنفّس.
  • تلوّن ما حول الشّفتين أو أصابع القدمين أو اليدين باللّون الأزرق الباهت.
  • شحوب الوجه.
  • السّعال المُستمرّ أو المُصاحِب لخروج الدم.

طرق التغلب على ضيق التنفس للحامل

هناك بعض الطّرق التي تُساعد الحامل على تجنّب ضيق التنفّس، ومنها ما يأتي:،

  • مُمارسة الأعمال اليوميّة بحركةٍ بطيئة ومُتّزنة مع التّخفيف من النّشاط والسّرعة في الأداء حتى لا تزيد مشكلة ضيق التنفّس. فالسّرعة تزيد الأمر سوءاً كونها تجعل المرأة الحامل بحاجة للمزيد من الهواء. عليها الاستماع لنداءات جسدها والتي تُخبرها بأنّها قد تجاوزت الحدود في ما يتعلّق بالسّرعة.
  • الجلوس بصورةٍ سليمة، ورفع الظّهر بشكل مُستقيم مع إسناد الكتفين إلى الخلف للسّماح للرّئتين بالتمدّد المُضاعف للحصول على الكميّة الكافية من الأكسجين.
  • الاستعانة بوسائدَ إضافيّة خلال النّوم لرفع منطقة الرّأس والرّقبة لتحسين عمليّة التنفّس وتخفيف ضغط الرّحم على المنطقة العلويّة.
  • مُمارسة تمارين التنفّس خلال فترة الحمل لما لها من فوائدَ عديدة أهمّها تخفيف التوتّر والضّغط النفسيّ المرافقين للحمل، والمساعدة على الاسترخاء، كذلك تحسين عمليّة التنفّس وتجنّب الشّعور بالضّيق. ويمكن تطبيق هذا التّمرين بالجلوس على كرسيّ أو الوقوف بشكلٍ ثابت مع أخذ نَفَسٍ عميق من الأنف مع نفخ منطقة الرّئتين لأقصى مدىً، ثمّ إخراج كامل النَّفَس ببطء من الفم، وتكرار هذه الطّريقة عدّة مرّات حتى تشعر الحامل بالرّاحة التّامة.
  • القيام بممارسة التّمارين الرياضيّة، ويُنصَح بالبدء بذلك مُبكّراً في أول الحمل، فهو يزيد من كفاءة الجهاز التنفسيّ والجهاز الدوريّ. ويُنصَح هنا بممارسة الرّياضات الهوائيّة.