الحقن المجهري هي من إحدى العمليات المُساعِدة على الحمل والإنجاب للأزواج الذين يُعانون من صعوبة الحمل بشكلٍ طبيعي، وهي تتم عن طريق سحب عدد من البويضات من الزوجة عن طريق حقنة خاصة لهذا الأمر؛ ثم الحصول على حيوان منوي واحدٍ قوي، يقوم الطبيب بسحبه عن طريق إبرة خاصة ثم حقنه داخل البويضة في المختبر. وبعد أن يتم التلقيح بثلاثة أيام إلى خمسة أيام كحدِّ أقصى؛ يقوم الفريق الطبي بإرجاع البويضة المخصَّبة إلى داخل الرحم حتى تلتصق بجداره ليحدث الحمل بإذن الله. هذه الطريقة تختلف عن أطفال الأنابيب، حيث أنها تعتمد على حيوان منوي واحد لتخصيب البويضة، أما في حالة أطفال النابيب فيكون العدد بالآلاف، ويكون التخصيب عن طريق حقن الحيوان في البويضة مباشرة؛ وليس بتركها للعوامل الطبيعية بأن يخترق الحيوان المنوي البويضة بقوته الذاتية. وتتم هذه العملية على أكثر من بويضة، يتم الحصول عليهم عن طريق إعطاء الزوجة لمحفِّزات إباضة لإنتاج عدد اكبر من البويضات.
هذه العملية إحدى حلول العُقم، وهي مثل غيرها من العمليات ليست مضمونة بنسبة 100%، بل إنها تعتمد في نجاحها على عدة عوامل بعد مشية الله سبحانه وتعالى. فيجب على المرأة التي خضعت لعملية الحقن المخبري من تجنب الأمور اليومية المتعبة، محاولة الراحة قدر الإمكان وعدم القيام بمجهود، ومن الأمور التي يجب على المرأة الراحة منها هي المعشرة الزوجية (الجِماع)، فيجب أن يتوقف الجماع بين الزوجين لمدة أسبوعين حتى يثبت الحمل، فالجِماع من شأنه زعزعة الجنة لما يحتوين من حركات قد تكون في بعض الأحيان عنيفة وفي مثل هذه الحالة الحرجة. الإكثار من شرب السوائل وخصوصاً في اليوم الأول بعد إرجاع الأجنة إلى الرحم، شرب الحليب نظراً لاحتوائه على مادة الكالسيوم المفيد والضروري لنمو الجنين. تجنُّب الأكل الثقيل؛ وأكل الأطعمة التي تحتوي على ألياف ومواد غذائية مفيدة، حيث أن الأكل الثقيل قد يؤدي إلى حدوث إمساك، وكثرة الشد في محاولة الإخراج تؤثر بشكلٍ كبير على ثبات الأجِنة وسلامتها.
الإبتعاد قدر الإمكان عن المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين؛ مثل القهوة والشاي، والإمتناع تماماً عن شرب القرفة لما لها من تأثيرات شديدة على النساء في إنزال الحمل، حيث أنه النساء تشربه في حال تأخر الدورة الشهرية لحثها على النزول؛ أو أثنائ الدورة للتخلص الكامل من الدم. الإبتعاد عن الأطعمة الغنية بالبهاات وخصوصاتً الحر منها، وكذلك الفلفل الحار وما في حكمه، ويُنصح كذلك بالإبتعاد عن الشوكولاته والأناناس والكمون والحبلة، مع الإكثار من الخيار. ابتعدي عن الأكل الساخن، ليكن أكلك دافئاً وغنياً بالفيتامينات والأحماض الدهنية والبروتينات والزنك، تجنَّبي رفع الأحمال وخصوصاً الثقيلة منها، وهذه النصيحة خاصة بالأمهات اللواتي لديهن أطفال صغار؛ وقد اعتدن على حملهم، تجنبي حملهم أثناء وقوفك؛ وحاولي أن ترفعيهم أثناء الجلوس ويكون الإعتماد على محاولتهم الوصول إليك وليس على قدرتك الكاملة لرفعهم.
الراحة التامة ليست عيباً ولا أمراً مسبِّباً للإحراج، لقد سمعت مقولة أعجبتني جداً “احملي أجنتك بفخر”، وهي ليست بالفترة الطويلة التي ستسبب لك الكثير من الملل، فهي عبارة عن أول أسبوعين حتى يثبت الحمل بإذن الله، بعدها يمكن عمل فحص الحمل للتأكد من تمامه، والأفضل عمل تحليل الدم لأنه الأدق على الإطلاق.