مدّة الحمل
من المعروف أنّ الحمل يستمر لمدّة 9 شهور، إلا أنّ مقدمي الرعاية الصحية يستخدمون الأيام والأسابيع للتعبير عن مدّة الحمل، ويكون التاريخ المحدّد للولادة بعد مضيّ 40 أسبوعاً أو 280 يوماً من تاريخ أول يوم من آخر دورة شهريّة (بالإنجليزية: Menstrual period)؛ أي أنّ مدّة الحمل لا تبدأ من لحظة حصول الحمل فعليّاً؛ وإنّما يكون الحمل بعد بداية المدة المحسوبة بأسبوعين غالباً، ولحساب مدة الحمل بشكل بسيط تتمّ إضافة 7 أيام لتاريخ أول يوم من آخر دورة شهرية ومن ثمّ إضافة 9 شهور؛ مثلاً إذا كان تاريخ أول يوم من آخر دورة شهرية هو الأول من شباط، فمع إضافة 7 أيام يصبح التاريخ الثامن من شباط، ومن ثمّ إضافة تسعة شهور يكون التاريخ المتوقع للولادة هو الثامن من تشرين الثاني، ومع ذلك فإن 4% فقط من النساء يلدن في التاريخ المحدَّد لهنّ، إذ قد تتراوح مدّة الحمل بين 37-42 أسبوعاً بسبب عدم تأكد بعض النساء من موعد آخر دورة شهريّة، ويحدث هذا في حال عدم انتظام الدورة الشهرية على سبيل المثال.
أقصى مدة للحمل
قد تحمل الأمّ جنينها لمدةٍ تصل إلى 42 أسبوعاً أو تزيد، ولكن غالباً ما يقوم الأطباء بتحفيز عملية الولادة عند بلوغ الجنين هذه المرحلة، وتصنّف هذ الحالات طبيّاً على أنها تأخر موعد الولادة (Postterm pregnancy) وتصل نسبة تجاوز مدّة الحمل 42 أسبوعاً أو 294 إلى 10% من حالات الحمل. ومن الجدير بالذكر أنّ احتمالية تأخر موعد الولادة ترتفع في حالات الحمل الأولى أو في حال تعرض الأم لتأخر موعد الولادة في حملٍ سابق، ويلعب العامل الجينيّ دوراً كذلك وفيما يأتي تقسيم مدّة الحمل:
- مدّة الحمل المبكرة (بالإنجليزية: Early term pregnancy)، وهي بين 37 أسبوعاً إلى 38 أسبوعاً و6 أيام.
- مدّة الحمل الكاملة (بالإنجليزية: Full term pregnancy)، وهي بين 39 أسبوعاً إلى 40 أسبوعاً و6 أيام.
- مدّة الحمل المتأخرة (بالإنجليزية: Late term pregnancy) وهي بين 41 أسبوعاً إلى 41 أسبوعاً و6 أيام.
مخاطر تأخر موعد الولادة
يرتبط تأخّر موعد الولادة بمخاطر عديدة على الجنين وعلى الأم، وفيما يأتي تفصيل ذلك.
مخاطر تأخر موعد الولادة على الجنين
فيما يأتي أهمّ المخاطر التي تحصل للجنين في حال تأخر موعد الولادة:
- ولادة جنين ميت أو موت الجنين بعد الولادة: وتصل نسبة حدوث ذلك بين 4-7 حالات بين كل 1000 حالة ولادة، بينما تصل نسبة حالات ولادة جنين ميت (بالإنجليزية: Stillbirth) أو موت الجنين بعد الولادة (Neonatal death) إلى 2-3 حالات بين 1000 ولادة في حال كانت الولادة بين الأسبوع 37-42.
- كبر حجم الجسم: يُعتبر حجم جسم الجنين كبيراً إذا تجاوز وزنه 4500 غم، وتزداد نسبة حصول هذه المشكلة في حال تأخر موعد الولادة بنسبة 3-7 أضعاف، ويُسبب ذلك مشاكل أثناء الولادة، مثل طول مدة الولادة، وصعوبة مرور الجنين من قناة الولادة، واحتمالية حدوث الكسور، وإصابة بعض الأعصاب بالأذى والضرر.
- متلازمة شفط العقي: (بالإنجليزية: Meconium Aspiration Syndrome) وتزداد نسبة حدوث هذه المتلازمة بعد مضي 40 أسبوعاً من الحمل، وتُعرّف على أنّها وجود مادّة العقي (بالإنجليزية: Meconium) والسائل السّلوي (بالإنجليزية: Amniotic fluid) داخل رئتي الجنين قبل الولادة، أو أثناءها، أو بعدها، والعقي مادة ذات لون أخضر داكن تنتج داخل أمعاء الجنين قبل ولادته، والتي يتخلص منها خلال أولّ أيام له بعد الولادة، ولكن في حال تعرض الجنين للضغط قد تخرج هذه المادّة إلى الرحم وتختلط بالسائل السّلوي الموجود حول الجنين، ومن ثم تدخل لداخل رئتي الجنين، وتسبب بذلك مشاكل في الرئتين، وفي حالاتٍ نادرة قد تؤدي لتقليل الأوكسجين الواصل للدماغ مسبّبةً بذلك تلفاً دائماً للدماغ، وبالرغم من عدم اعتبارها مشكلةً مهدّدةً للحياة، إلا أنّها قد تكون مميتة في الحالات الشديدة أو في حال عدم علاجها.
- متلازمة ما بعد النّضج: (بالإنجليزية: Postmaturity syndrome)، وفيها يظهر الوليد طويلاً وضعيف البنية، مع فقدانٍ لكتلة العضلات والنسيج الدهني تحت الجلد، ويتميزّ الجنين المصاب بهذه المتلازمة بوجود أظافر طويلة وشعر طويل أيضاً، وتحدث عادةً بسبب إعاقة وصول الدّم للجنين داخل الرّحم وعدم كفاءة المشيمة، ومن الجدير بالذّكر أنّ متلازمة ما بعد النّضج تحدث بنسبة 20% من بين حالات تأخر موعد الولادة.
- المخاطر بعيدة الأمد: أشارت بعض التقارير إلى أنّ تأخر موعد الولادة يسبّب تأخراً في التطور الجسدي والذهني للطفل والذي قد يمتد إلى خمس سنوات.
مخاطر تأخر موعد الولادة على الأم
يرتبط تأخر موعد الولادة بمخاطر جديّة على الأم؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى عسر الولادة (بالإنجليزية: Labour dystocia)، وحدوث تمزقات وضرر في منطقة العجان (بالإنجليزية: Perineum)، والتي تشمل المهبل والشفران والشرج، وترتبط هذه المخاطر بكبر حجم الجنين عند الولادة، ومن المخاطر أيضاً زيادة نسبة الحاجة لعملية قيصرية، ويرتبط بالعملية القيصرية العديد من المخاطر مثل زيادة نسبة الإصابة بالتهاب بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometritis)، والتعرّض لحدوث نزيف، وإلحاق الضرر بالأعضاء المجاورة. ويجدر التنويه على أنّه يجب عدم تقليل أهمية التأثير النفسي الذي يسببه تأخر موعد الولادة للأم، وقد أشارت دراسة أُجريت في عام 2007 ضمّت 119.254 حالة ولادة أنّ المخاطر على الأم المرتبطة بتأخر موعد الولادة تزداد بمجرد تجاوز 40 أسبوعاً من الحمل، وبعض هذه المخاطر تحدث بتجاوز 39 أسبوعاً من الحمل.