ما هي أعراض السل

السلّ

يُعرف مرض السلّ Tuberculosis المختصر باسم TB، ويعدّ من أمراض العدوى البكتيريّة الَّتي من الممكن انتقالها عبر العُقد اللّمفاويّة Lymph Nodes وعبر مجرى الدَّم إلى أيّ عضو من أعضاء الجسم، والذي غالباً ما يُصيب الرئتين وفئة الشباب البالغين التي يبلغ انتاجهم فيها أوجّه في مرحلة الشباب. وفي القِدَم، كان مرض السَّل من الأمراض المُنتشرة حول العالم، وقد تمت السيطرة عليه بمساعدة المضادات الحيوية التي ظهرت آنذاك. إلا أنَّ البكتيريا المُسبّبة له قد تطورت لتُصبح مُقاوِمة للمُضادات الحيويّة المُكتشفة آنذاك، وفي الوقت الحاضر تُشكّل الإصابة بمرض السَّلّ مُعضلةً وخاصّةً في المُدن الكبيرة، لذلك يجب مُعالجة المرض فور اكتشافه للتقليل من خطر انتشاره إلى العديد من الناس.ويعتبر مرض السَّل من أهم أسباب الوفاة بعد مرض الإيدز وبشكل أكبر لدى النساء التي تتراوح أعمارهم بين 15-44 عام. وكَنِسبَة تقديرية لمعدل الوفاة بإصابات مرض السَّل 1.5 مليون لكل 9 ملايين شخص مصاب.وينقسم مرض السَّل إلى نوعين :السَّل الخفي و الذي يتم علاجه عن طريق مضاد حيوي واحد ،والسَّل النشط الذي يتم استخدام العديد من المضادات الحيوية في علاجه لمنع مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

يُصنّف مرض السَّلّ أنَّهُ من الأمراض المُعدية فمن الممكن انتقاله من شخص لآخر عن طريق الهواء من خلال العطس أوالسعال ولذلك فإنَّ الإنسان الَّذي يتعامل بكثرة مع شخصٍ مُصاب بمرض السَّلّ في الحالة النشطة يكون عُرضةً للإصابة به أكثر من غيره من الأشخاص، وإن لم تظهر على الإنسان أعراض التقاط العدوى فغالباً ما تكون البكتيريا لا زالت في حالة الخمول ، والبكتيريا في حالة الخمول لا تتسبّب بالعدوى، لكنها بالنهاية ستتحول إلى الحالة النشطة، فهذا لا يعني أن يتم التراخي والتأخُّر بالعلاج ، لأن العلاج المبكِّر سيُساعد على التخلص من البكتيريا الخاملة قبل أن تنشط، وبأقلّ أضرارٍ مُمكنة للجسم.

أعراض مرض السلّ

في الواقع قد لا يدرك الإنسان إصابته بالمرحلة الأوليَّة من مرض السَّل إلَّا عند إجراء فحوصات مخبريَّة روتينية لأنه من الأمراض التي غالباً لا تظهر له أيَّة أعراض على بعض المصابين به ويعود السبب في ذلك إلى أنّ البكتيريا من الممكن أن تعيش في حالة خمول وهي بداخل الجسم، ولكن عند إصابة جهاز المناعة بمشاكل تؤدي إلى إضعافه كما هو الحال مع المُصابين بمرض الإيدز والبالغين من كبار السن، ففي هذه الحالة تنتقل هذه البكتيريا من حالة الخمول وتُصبح فاعلة، وتتسبّب هذه البكتيريا في حالة الفاعلية بموت أنسجة الأعضاء الَّتي تُصيبها، وفي حالة عدم علاج هذا المرض فقد يتسبب بموت الإنسان . وقد تتفاوت أعراض مرض السَّلّ من المرحلة الأوليّة للمرض إلى المرحلة النشطة للمرض.
من أعراض مرض السَّلّ في حالته النشطة ما يلي:

  • الشعور بعدم الارتياح والخمول والضعف العامّ.
  • السُّعال، وقد يُصاحبه خروج دماء مع مُخاط.
  • الوهن.
  • ضيق في التنفس.
  • فقدان الوزن.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • التعرّق اللّيليّ.
  • الشعور بالألم في الصدر عند التنفس.
    • يجب مُراجعة الطَّبيب في حال الشعور بأيٍّ من هذه الأعراض، وفي حالة الاختلاط بشخصٍ مُصاب بمرض السَّل.

تشخيص مرض السَّل

في بعض الأحيان قد يتِمّ تشخيص أعراض مرض السَّلّ على أنَّها أعراض مرضٍ آخر، على سبيل المثال، قد يُشخّص خروج دماء مع المُخاط على أنَّهُ من أعراض الإصابة بالتهاب القصبات أو التهاب الرئة، لذلك يجب مُراجعة الطَّبيب لتقييم الأعراض وتشخيص المرض بدقّة وتحديد درجة تقدّمه عن طريق الاستماع إلى صوت الرئتين و من ثم القيام باختبار الجلد عن طريق إدخال حقن صغيرة إلى ساعد اليد ورؤية النتيجة لكن يعد اختبار الجلد من الاختبارات غير الدقيقة فمن الممكن أن يلجأ الطبيب إلى اختبارات أخرى مثل اختبارات الدَّم و الأشعة السينية للصَّدر. ومن الممكن أن تصاب بعض أنواع الحيوانات بمرض السَّل، ومنها الطُّيور والقوارض والزواحف والمواشي والغُزلان وقد تم القضاء على مرض السَّل البقري الذي أصاب بعض قطعان الغزلان والماشية في نيوزيلندا.

علاج مرض السَّل

  • من خصائص الخلية المتفطرة في مرض السَّل أنها تحاط بجدار ذو بنية و تركيب كيميائي غير طبيعيين وهذا ما يصعِّب عملية العلاج لأنه يمنع دخول الأدوية و يُبطِل عمل المضادات الحيوية التي تعتبر أساس العلاج لمرض السَّل. يتم استخدام العديد من المضادات الحيوي في علاج مرض السَّل مثل: الإيزونيازيد والريفامبيسين الأكثر شيوعاََ. يُفَضَّل علاج مرض السَّل بوجود مراقبة مباشرة للتأكد من تناول الأدوية المخصصة وفي الأوقات المحددة والتقليل من عدم الالتزام بالدواء -وهذا التَّصرُّف غير مقبول – وهذه من توصيات منظمة الصحة العالميَّة، لذلك يجب التنبيه بأهميَّة العلاج وفعاليَّة وسرعة نتائجه. كما وقد تتفاوت مدة العلاج من شهر إلى سنة أو عدة سنوات.

أمَّا علاج السَّل الرئوي فيتم على مدَّة تقريبية ستة أشهر ويستخدم العديد من المضادات الحيويَّة حيث يتم إعطاء أربعة أنواع من المضادات الحيوية تحتوي على الريفامبيسين وإيزونيازيد وبيرازيناميد وايثامبوتول في أوَّل شهرين، وفي الأشهر الأربعة الأخيرة يتم إعطاء الريفامبيسين والايزونيازيد فقط مع إمكانية إضافة الإيثامبوتول كبديل في حالة مقاومة الإيزونيازيد العالية في الشهور الأربعة الأخيرة.
في حالة الشفاء من المرض وعودته مرة أخرى إلى الجسم يجب أولاً إجراء اختبار قبل تقديم تقرير العلاج لاكتشاف وجود أي حساسية لأي نوع من أنواع المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج. وإذا تم اكتشاف سَل مُقاوِم ينصح بعلاج لمدة 18-24 شهراً باستخدام أربعة مضادات حيوية فعَّالة على الأقل.

قامت منظمة الصحة العالميَّة بعدَّة وظائف للتصدِّي لمرض السَّل ومنها:

  • تشكيل برامج بحوث خاصَّة بمرض السَّل.